الثلاثاء، 21 أبريل 2009

لا تظـــــــــــــــــــــــــــــــــــلم!!!










باسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الله تبارك وتعالى قال : " يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا " .
أول ما نسمع بهذه الكلمة، يقع في أذهاننا أنا نعني بذلك أشخاصا آخرين، وكثير من الناس يعتقد أنه لم يظلم أحدا في حياته أبدا، ولكن بالتدقيق سيرى أنه قد مارس الظلم، وإن كان لا يراه ظلما!!!
يقال أن الظلم هو وضع الشيء في غير موضعه، هذا معنى؛ وبهذا المعنى هل تجزم بأنك تضع كل الأشياء في موضعها؟!، لا أظن ذلك! ...وبذلك تكون قد ظلمت ولو مرة في حياتك!!!
الكثير من الناس من يرى الظلم فقط أخذ مال من غير وجه حق، أو أن يتهم أحد تهمة من غير وجه حق، أو أن يقتل أحد من غير وجه حق... وهكذا
أما أن تغتاب فهذا ليس ظلما، أو أن تشتم هذا ليس ظلما، أو أن تقيد من حرية أحدهم فهذا ليس ظلما، أو أن تزعج أحدا بحجة الاحتفال، فهذا ليس ظلما، ...
لم يدر الناس أن الظلم معناه أن حقا ما من حقوقك، أو حقوق غيرك، قد منعته من استخدامه، أو قللت من فرص الاستفادة منه.
غير أن الناس يختلفون، فمنهم من يظلم ربه!، ومنهم من يظلم نفسه!، ومنهم من يظلم غيره ! .
جاء في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم:" الظلم ثلاثة، فظلم لا يتركه الله، وظلم يغفر، وظلم لا يغفر، فأما الظلم الذي لا يغفر، فالشرك لا يغفره الله، وأما الظلم الذي يغفر فظلم العبد فيما بينه وبين ربه، وأما الظلم الذي لا يترك فظلم العباد فيقتص الله بعضهم من بعض " .
إلا أن الظلم المشهور هو ظلم الناس، وهي العادة دائما، لا ننظر إلى عيوبنا، ونركز على عيوب الآخرين!!!
تأمل جيدا! ، ألا ترى أن ظلمنا للآخرين هو ظلم لأنفسنا، ثم ألا ترى أن ظلمنا لأنفسنا أشد من ظلمنا لغيرنا، و أنه لما ظلمنا أنفسنا هان علينا أمر ظلم الناس، فأنفسنا التي هي أغلى من أي شيء لم نتورع من ظلمها، فهل سيصعب علينا، أن نظلم غيرنا؟!.
قَالَ الْأَحْنَفُ بْنُ قَيْسٍ : مَنْ ظَلَمَ نَفْسَهُ كَانَ غَيْرِهِ أَظْلَمَ ، وَمَنْ هَدَمَ دِينَهُ كَانَ لِمَجْدِهِ أَهْدَمَ .
قد تقول ما المقصود بظلم النفس؟!، ... جيد!، هل ترى أن لنفسك عليك حقا؟!، إذا كنت ترى ذلك، وليس لك إلا أن ترى ذلك!...، فاعلم أن منعك إياها من أي حق من حقوقها ظلم لها، وأكبر ظلم لها أن تمنعها من أن تطيع ربها!!!
فمن يظلم نفسه فغير مستبعد أن يظلم غيره، وتوقع ذلك منه في أي وقت !!!
حسنا...!!!، دعنا من ظلم النفس، ولنتجه إلى ظلم الناس، وهو كما سبق وذكرنا الظلم الأكثر اشتهارا، وليس الأكثر انتشارا...!!!
بداية، ما رأيك في الظالم؟، ...أعلم ما ستقول؛ إنه ...!!!، وهو كذا...!!!، و سلط الله عليه كذا وكذا، ...
فهمت ...!!!
لماذا دائما نسب الظالم؟، و لماذا نحب أن ندعو عليه؟!... أليس مسكينا؟!، أليس ضعيفا؟!، أليس جبانا؟!، أليس مريضا؟! ، لم لا ندعو له بالشفاء بدل الدعاء له بالموت والهلاك؟، المسكين إنه ضعيف جدا حتى أنه أطاع الشيطان، وجبان حتى أنه أراد أن يظهر شجاعته بسرقة حق غيره من الذين ليس لهم نصير إلا الله!!!؛ كان معاوية يقول: إني لأستحي أن أظلم من لا يجد علي ناصراً إلا الله.
أليس كل هذا الهم الذي هو فيه كاف؟، فهو مسكين دائم التوتر؟، كثير الخوف؟...
ألا يكفي هذا المسكين بغض الله له؟؛ إذ قال تعالى: وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ (140)
ألا يكفيه بغض الناس له، و ابتعادهم عنه، ألا يكفيه أنه يشعر بالوحدة دائما، ...
ألا يكفيه أن الله ليس غافلا عنه، إذ قال الله تعالى " ولا تحسبن الله غافلاً عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار مهطعين مقنعي رؤوسهم لا يرتد إليهم طرفهم وأفئدتهم هواء ".
ألا يكفيه أنه ملعون؛ إذ قال الله تعالى: " ألا لعنة الله على الظالمين " هود: 18
ألا يكفيه أنه الظلمات من نصيبه يوم القيامة؟!؛ إذ قال صلى الله عليه وسلم: "اتقوا الظلم ؛ فإن الظلم ظلمات يوم القيامة " .
ألا يكفيه أن الله إذا أخذه لم يفلته؟!، إذ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته "، ثم يقرأ ( وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة ) الآية .

ألا يكفيه أن الذين ظلمهم سيأخذون من حسناته يوم القيامة حتى يفلس؟!!؛ فعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن الشيطان قد يئس أن تعبد الأصنام في أرض العرب ولكنه سيرضى منكم بدون ذلك بالمحقرات وهي الموبقات يوم القيامة اتقوا الظلم ما استطعتم فإن العبد يجيء بالحسنات يوم القيامة يرى أنها ستنجيه فما زال عبد يقول يا رب ظلمني عبدك مظلمة فيقول امحوا من حسناته وما يزال كذلك حتى ما يبقى له حسنة من الذنوب وإن مثل ذلك كسفر نزلوا بفلاة من الأرض ليس معهم حطب فتفرق القوم ليحتطبوا فلم يلبثوا أن حطبوا فأعظموا النار وطبخوا ما أرادوا وكذلك الذنوب " .
ألا يكفيه أنه إن لم يتب سيكون مصيره إلى النار و بئس المصير؟!!!، إذ قال تعالى: " إنا أعتدنا للظالمين ناراً أحاط بهم سرادقها " الكهف: 29 .
ألا يكفيه ما سيلقونه من عذاب؛ إذ قال الله تعالى: وَإِذَا رَأَى الَّذِينَ ظَلَمُوا الْعَذَابَ فَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ وَلَا هُمْ يُنْظَرُونَ (85)
ألا يكفيه أنه لا يفلح أبدا؛ إذ قال تعالى: إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ (135)
ألا يكفيه أن الله قد توعده؛ فقال تعالى: " وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون " الشعراء: 227 .
ألا يكفيه كل هذا؟!، أو لا يحتاج منا نوعا من الشفقة؟!
قيل لبعضهم: ادع الله على ظالمك، فقال: ما ظلمني أحد، ثم قال: إنما ظلم نفسه، ألا يكفيه المسكين ظلم نفسه حتى أزيده شراً.
ثم قل لي بربك! ما الذي يخسره المظلوم؟، فهو قد سلب منه حقه، و ضاع عليه الكثير من الخير، وقيدت حريته، ولكن أليس الله جل جلاله نصيره؟!، أليست دعوته مستجابة؟!، وليس بينها وبين الله حجاب؟!، فعن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث معاذا إلى اليمن فقال اتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجاب " .
أليس الله من يتولى استرجاع حقه؟!، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لتؤدن الحقوق إلى أهلها يوم القيامة حتى يقاد للشاة الجلحاء من الشاة القرناء " .

وعن جابر قال لما رجعت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم مهاجرة البحر قال ألا تحدثوني بأعاجيب ما رأيتم بأرض الحبشة قال فتية منهم بلى يا رسول الله بينا نحن جلوس مرت بنا عجوز من عجائز رهابينهم تحمل على رأسها قلة من ماء فمرت بفتى منهم فجعل إحدى يديه بين كتفيها ثم دفعها فخرت على ركبتيها فانكسرت قلتها فلما ارتفعت التفتت إليه فقالت سوف تعلم يا غدر إذا وضع الله الكرسي وجمع الأولين والآخرين وتكلمت الأيدي والأرجل بما كانوا يكسبون فسوف تعلم كيف أمري وأمرك عنده غدا قال يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم صدقت صدقت، كيف يقدس الله أمة لا يؤخذ لضعيفهم من شديدهم .
وقال وهب بن منبه: بنى جبار من الجبابرة قصراً وشيده فجاءت عجوز فقيرة فبنت إلى جانبه كوخاً تأوي إليه فركب الجبار يوماً وطاف حول القصر فرأى الكوخ فقال لمن هذا فقيل لامرأة فقيرة تأوي إليه فأمر به فهدم فجاءت العجوز فرأته مهدوماً، فقالت: من هدمه فقيل: الملك رآه فهدمه فرفعت العجوز رأسها إلى السماء وقالت: يا رب إذا لم أكن أنا حاضرة فأين كنت أنت قال: فأمر الله جبريل أن يقلب القصر على من فيه فقلبه.
ومما نقل في الآثار الإسرائيلية في زمان موسى صلوات الله وسلامه عليه، أن رجلاً من ضعفاء بني إسرائيل كان له عائلة وكان صياداً يصطاد السمك و يقوت منه أطفاله وزوجته، فخرج يوماً للصيد فوقع في شبكته سمكة كبيرة ففرح بها ثم أخذها ومضى إلى السوق ليبيعها ويصرف ثمنها في مصالح عياله، فلقيه بعض العوانية فرأى السمكة معه فأراد أخذها منه فمنعه الصياد، فرفع العواني خشبة كانت بيده فضرب بها رأس الصياد ضربة موجعة وأخذ السمكة منه غصباً بلا ثمن فدعا الصياد عليه وقال: إلهي جعلتني ضعيفاً وجعلته قوياً عنيفاً، فخذ لي بحقي منه عاجلاً فقد ظلمني ولا صبر لي إلى الآخرة، ثم إن ذلك الغاصب الظالم انطلق بالسمكة إلى منزله وسلمها إلى زوجته وأمرها أن تشويها فلما شوتها قدمتها له ووضعتها بين يديه على المائدة ليأكل منها ففتحت السمكة فاصا ونكزته في أصبع يده نكزة طار بها عقله وصار لا يقر بها قراره فقام وشكا إلى الطبيب ألم يده وما حل به فلما رآها، قال له: دواؤها أن تقطع الأصبع لئلا يسري الألم إلى بقية الكف، فقطع أصبعه فانتقل الألم والوجع إلى الكف واليد وازداد التألم وارتعدت من خوفه فرائصه فقال له الطبيب ينبغي أن تقطع اليد إلى المعصم لئلا يسري الألم إلى الساعد فقطعها فانتقل الألم إلى الساعد فما زال هكذا كلما قطع عضواً انتقل الألم إلى العضو الآخر الذي يليه فخرج هائماً على وجهه مستغيثاً إلى ربه ليكشف عنه ما نزل به، فرأى شجرة فقصدها فأخذه النوم عندها فنام فرأى في منامه قائلاً يقول: يا مسكين إلى كم تقطع أعضاءك امض إلى خصمك الذي ظلمته فارضه، فانتبه من النوم وفكر في أمره فعلم أن الذي أصابه من جهة الصياد، فدخل المدينة وسأل عن الصياد وأتى إليه فوقع بين يديه يتمرغ على رجليه وطلب منه الإقالة مما جناه، ودفع إليه شيئاً من ماله وتاب من فعله فرضي عنه خصمه الصياد فسكن في الحال ألمه وبات تلك الليلة فرد الله تعالى عليه يده كما كانت ونزل الوحي على موسى عليه السلام: " يا موسى وعزتي وجلالي لولا أن ذلك الرجل أرضى خصمه لعذبته مهما امتدت به حياته " .
وقيل لما حبس خالد بن برمك وولده قال: يا أبتي بعد العز صرنا في القيد والحبس فقال: يا بني دعوة المظلوم سرت بليل غفلنا عنها ولم يغفل الله عنها .
أليس في صبره على الظلم تكفير لذنوبه؟!، أليس ذنوبه ترد على ظالمه يوم القيامة؟!، إذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" يجيء الرجل يوم القيامة من الحسنات ما يظن أن ينجو بها فلا يزال يقوم رجل قد ظلمه مظلمة فيؤخذ من حسناته فيعطى المظلوم حتى لا تبقى له حسنة ثم يجيء من قد ظلمه ولم يبق من حسناته شيء فيؤخذ من سيئات المظلوم فتوضع على سيئاته " .
أليس إن تغاضى عن ظلم الظالم إلا أعز الله نصره؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي بكر: " يا أبا بكر ! ثلاث كلهن حق : ما من عبد ظلم بمظلمة فيغضي عنها لله عز وجل إلا أعز الله بها نصره، وما فتح رجل باب عطية يريد بها صلة إلا زاده الله بها كثرة وما فتح رجل باب مسألة يريد بها كثرة إلا زاده الله بها قلة " .
أليس صبرك على ظلم الظالم، يدخلك الجنة؛ قيل مر رجل برجل قد صلبه الحجاج، فقال يا رب إن حلمك على الظالمين قد أضر بالمظلومين، فنام تلك الليلة فرأى في منامه أن القيامة قد قامت وكأنه قد دخل الجنة، فرأى ذلك المصلوب في أعلى عليين، وإذا مناد ينادي: حلمي على الظالمين أحل المظلومين في أعلى عليين!!!.
ماذا يرجو المظلوم أكثر من ذلك؛ أليس هو الرابح؟!
فلا داعي إذا أن ندعو على الظالم، بل قل اللهم اصرف عني شره، و ادع له بالرشد و الهداية، أليس مسلما؟!.
ثم ألا ينبغي لنا أن ننصر الظالم كما ننصر المظلوم؟! ... لا تتعجل!؛ فعن أنس رضي الله عنه قال؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " انصر أخاك ظالما أو مظلوما " ، فقال رجل : يا رسول الله أنصره مظلوما فكيف أنصره ظالما ؟، قال : " تمنعه من الظلم فذاك نصرك إياه " . متفق عليه

وقال أيضا: " إن الناس إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا بيده أوشك أن يعمهم الله بعقاب منه".
إذا نمنع الظالم عن ظلمه قدر استطاعتنا، ولا نكون عونا له أبدا؛ فعن أبي ذر رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يروي عن ربه عز وجل : "من أعان على خصومة بظلم أو يعين على ظلم لم يزل في سخط الله حتى ينزع" .
قد يقول أحد ما؛ ولكن قد لا نأمن بطش الظالم! .
بطش الظالم؟!؛ ومن يكون هذا الظالم؟!، آه...!!!؛ أتقصد ذلك البشر الذي لا يملك من أمر نفسه شيئا!، حتى أنه إذا نام الليل لا يدري ما قد يحصل له في الصباح!، والذي إذا أخذ منه الذباب شيئا لا يقدر أن يسترده منه!، لا شك أنك تمزح!، كيف تخاف بطشه، ولا تخاف بطش ربك بإعانتك له على الظلم؟!، ...إلا إذا كنت تريد التشفي من المظلوم أنت أيضا؛ فذاك أمر آخر، فأنت أخبث منه في هذه الحال !!!
على كل أذكرك أن ما أخطأك لم يكن ليصيبك، وما أصابك لم يكن ليخطئك، ببساطة لأن لله الأمر دائما !!!.
اسمع هذه القصة لعلها تؤكد لك أن الظالم لا قدرة له على أي أحد إلا بإذن الله؛
رفعت رقعة استعطاف لأم رجل مسجون، كان المنصور اعتقله حنقاً عليه لجرم استعظمه منه، فلما قرأها اشتد غضبه، وقال: ذكرتني والله به، وأخذ القلم وأراد أن يكتب: يصلب، فكتب: يطلق، ورمى الورقة إلى وزيره المذكور، وأخذ الوزير القلم وتناول الورقة وجعل يكتب بمقتضى التوقيع إلى صاحب الشرطة، فقال له المنصور: ما هذا الذي تكتب قال: بإطلاق فلان، فحرد، وقال: من أمر بهذا فناوله التوقيع، فلما رآه قال: وهمت، والله ليصلبن، ثم خط على التوقيع، وأراد أن يكتب " يصلب " فكتب " يطلق " ، فأخذ الوزير الورقة، وأراد أن يكتب إلى الوالي بالإطلاق، فنظر إليه المنصور وغضب أشد من الأول، وقال: من أمر بهذا فناوله التوقيع، فرأى الخط، فخط عليه، وأراد أن يكتب " يصلب " فكتب " يطلق " ، وأخذ الوزير التوقيع وشرع في الكتابة إلى الوالي، فرآه المنصور فأنكر أكثر من المرتين الأوليين، فأراه خطه بالإطلاق، فلما رآه عجب من ذلك، وقال: نعم يطلق على رغمي، فمن أراد الله سبحانه إطلاقه لا أقدر أنا على منعه !!!.
أرجو أن تستوعب هذا الكلام جيدا من فضلك !!!
من المهم جدا أن أذكرك بأن الظلم هو الظلم، و عاقبته وخيمة كما علمت، فلا تستبسط أخذ ما ليس لك مهما كان هذا الشيء؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" أيما رجل ظلم شبرا من الأرض ؛ كلفه الله عز وجل أن يحفره حتى يبلغ آخر سبع أرضين ثم يطوقه إلى يوم القيامة حتى يقضى بين الناس " .

وقال أيضا: " من اقتطع حق امرئ مسلم بيمينه فقد أوجب الله له النار و حرم عليه الجنة و إن كان قضيبا من أراك " .
أترى: شبرا من الأرض، وقضيبا من أراك، قد تحتقر ذلك، ولكنك أخذت ما ليس لك دون رضا صاحبه، أفهمت، دون رضا صاحبه ؟! .

أما أنت أيها المظلوم، أو يا نصير المظلوم، لا داعي أن تدعو على الظالم، علمك نفسك أن تكون سليم الصدر من الأحقاد، وبدل أن تدعو عليه، أدع له، ببساطة لأنه أخوك المسلم !!!، قد تقول إنه يظلمني، حقا!، ما الذي تستفيده لو دعوت عليه، سوى أنه سيصيبه السوء، وما الذي ستخسره لو دعوت له، ستنالان الخير كليكما، قد تقول؛ إنه لا يستحق، وما أدراك أنه لا يستحق، فكم من ظالم طغى بظلمه، ثم تاب إلى الله و غفر الله له .
كذلك أذكرك إذا رد الظالم إليك مظلمتك، واعتذر إليك، فسامحه و أحلله، ولا داعي لأن تكون عونا للشيطان عليه؛ أحلله، فلا تدري قد تقوم مقامه في يوم ما، لا تستبعد ذلك، ففي الدنيا العجائب كما تعلم !!!
وقيل لبعضهم في شيء قد كان سرق له: ألا تدعو على ظالمك!، قال: ما أحب أن أكون عوناً للشيطان عليه، قيل: أرأيت لو رد عليك؟، قال: لا آخذه ولا أنظر إليه لأني كنت قد أحللته له.
تعلم أن تكون سليم القلب، و أن لا تكره الناس لذواتهم بل تكره منهم أفعالهم، فما الناس إلا أفعال !!!، لا أشكال و قوالب!!!

Blogger template 'BubbleFish' by Ourblogtemplates.com 2008