الأحد، 26 أبريل 2009


الحريــة الشخصيـة

باسم الله الرحمن الرحيم


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



قال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه:( متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً ).



الحرية مفهوم شغل البشرية منذ القدم, فالجميع يسعى لتحقيقه والتمتع به, و على الرغم من إتفاقهم على أنه ضرورة إجتماعية فقد إختلفوا في تحديد مفهومه, فنجد الزنوج يطالبون بالحرية ونبذ التمييز العنصري, والمرأة من جهتها تطالب بالمساواة والتحرر من تسلط الرجل, كما نجدوا شعوبا بأسرها تناضل وتنادي بالحرية الإجتماعية والسياسية كما هو الحال في فلسطين والعراق وغيرها ...


أما بالنسبة لفئة الشباب فمفهوم الحرية لديهم يتخذ إتجاها آخر, فهم يرون أن الحرية هي فعل كلما يحلو لهم دون قيد أو ضابط, بمعنى الإنقياد وراء شهواتهم ورغباتهم من دون إعطاء إعتبار لأي مبدأ كان, فالمظاهر التي تصادفنا هاته الأيام في الشوارع خير دليل على ذلك, ومن هاته المشاهد:


إذا صادفت في طريقك شاب غريب الهيئة وفي رقبته عقد فقمت بنصحه فقال لك

(حرية شخصية)


إذا رأيت فتاة تمشي وشعرها وأجزاء من جسدها مكشوفة فنصحتها فقالت لك

(حرية شخصية)


إذا رأيت أحد يدخن سجائر فذكرته بأضرارها وحرمتها قال لك (حرية شخصية)


أيعقل كل هذا!!! هل هذا هو المفهوم الحقيقي للحرية الشخصية ؟؟أم هو إنحلال و تقليد للسموم التي بثها الغرب إلينا , فالحرية إن لم تكن لها ضوابط وقيود تحكمها أصبحت للفوضى والإنحلال أقرب.



ومن المعلوم أن الإنسان إذا أصبح عبدا لهواه فإن هذا الأمر سيدمره أكثر مما يبنيه, لذلك جاء ديننا الحنيف وجعل للحرية قيود وضوابط حتى لا تصبح أشبه بالفوضى, حيث وضع لنا منهاج خاص نسير وفقه, ألا وهو كتاب الله المقدس (القرآن الكريم) وسنة نبيه الكريم (صلى الله عليه وسلم)



حيث قال صلى الله عليه وسلم: ( تركت فيكم شيئين لن تضلوا بعدهما ... كتاب الله وسنتي ..ولن يتفرقا حتى يردا علي الحوض) صحيح الجامع للالباني



ويقول الله تعالى:{ فإن تنازعتم في شيء فردوه الى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا}

ما نفهمه من هاته الآية أن الله عز وجل يأمرنا بالرجوع الى كتابه العزيز وسنة نبيه الكريم في حالة التنازع والإختلاف.



وكما جاء في كتابه العزيز بعد قوله تعالى:{ يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله واتقوا الله إن الله سميع عليم}



وبالتالي هل يرفض عاقل أن يضع ضوابط الحرية خالق البشر الحي الذي لا يموت ,عالم الغيب والشهادة, له ما في السموات والأرض, بيده كل شيء....., ويقبلها من البشرالناقصين أصحاب الهوى؟!!



فلنحكم عقولنا كي نفهم الحرية على حقيقتها, الحرية التي تضمن لنا السعادة في الدنيا والآخرة, وهي أن نكرس حياتنا في عمل كلما يرضاه الله عز وجل كما جاء في كتابه الكريم بعد قوله تعالى:{ قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين} الأنعام 162_163



فليسأل كل منا نفسه هل حياته كلها لله؟ هل جعلها لطاعته؟ هل إمتثل لأوامره ؟ هل إتبع سنة نبيه الكريم؟

فإذا كانت الإجابة نعم فليحمد الله على هاته النعمة, أما إذا كانت الإجابة لا فليلحق نفسه قبل فوات الأوان قبل أن يجيء عليه وقت يندم فيه يوم لا ينفع الندم.


كتمان السر


باسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

السر ...؟؟؟، ما أصعب حمله ، وما أسهل نشره ...!!!

قيل : وحمل الأسرار أثقل من حمل الأموال فإن الرجل يستقل بالحمل الثقيل، فيحمله ويمشي به، ولا يستطيع كتم السر.
وقيل: من أفشى سره أفسد أمره .
وقال عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه: " القلوب أوعية والشفاء أقفالها " ، والألسن مفاتيحها، فليحفظ كل إنسان مفتاح سره ".
وقال علي رضي الله عنه: " سرك أسيرك فإذا تكلمت به صرت أسيره، واعلم أن أمناء الأسرار أقل وجوداً من أمناء الأموال، وحفظ الأموال أيسر من كتمان الأسرار، لأن إحراز الأموال منيعة بالأبواب والأفعال، وإحراز الأسرار بارزة يذيعها لسان ناطق ويشيعها كلام سابق.
فإذا أظهرت سرك فلا تلم أحدا إن أظهره هو الآخر، فأنت صاحبه لم تستطع الحفاظ عليه، فكيف ترجو هذا من غيرك ؟ .
كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول: " ما أفشيت سري إلى أحد قط، فأفشاه، فلمته إذ كان صدري به أضيق " .
وقال الأحنف بن قيس: يضيق صدر الرجل بسره، فإذا حدث به أحداً قال، اكتمه علي! .
وقال الشاعر:
إذا المرء أفشى سره بلســـانه ... ولام عليه غيره فهو أحمــــق
إذا ضاق صدر المرء عن سر نفسه ... فصدر الذي يستودع السر أضيق
وقال آخر:
إذا ما ضاق صدرك عن حديث ... وأفشته الرجال فمن تلوم
وإن عاتبت من أفشى حديثـي ... وسري عنـده فأنا الملوم .
وقال آخر :
ولست بمبد للرجال سريرتي ... ولا أنا عن أسرارهم بسؤول
فأنت في لحظة ما، تكشف سرك، ولا تضع في ذهنك، أنه قد يظهر، وماذا لو أظهره؟، أليس هذا هما جديدا يضاف إلى همومك الكثيرة؟، و قد تندم عليه، بل لا تدري لعل الذي أظهرت له سرك، يحسدك، أو يسعى لإفساد الأمر عليك، و لذلك كان يقول الرسول صلى الله عليه وسلم : " استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان، فإن كل ذي نعمة محسود " .
ينبغي للواحد منا ألا يكشف أسراره، و لا أن يضطر غيره لكشف سره، و إذا ما كان لابد فاعلا، فلا يكشف، إلا ما إذا علم أنه لا يضره إذا انتشر، و ينبغي لمن ابتلي بحمل سر غيره أن لا يظهره لأي كان، ولا تقل إنما أكشفه لصديقي، و أنا أثق به، وإن كان صديقك فهذا لا يعني أن تفشي إليه سرك
! .

ضع في حسابك دائما تقلب الزمان، وما قد يحصل فيه من أمور قد تجعل من الصديق عدوا...!!

ويحسن بكل من عرف سر غيره أن يستره ولا يكشفه، بل ولينسى أصلا أنه أسر إليه يوما..
قال المهلب: أدنى أخلاق الشريف كتمان السر، وأعلى أخلاقه نسيان ما أسر إليه.

واحذر أن تكشف سرا مهما حصل، خاصة في لحظات الغضب أو العداوة ... فالكريم من لا يكشف سرا...




Blogger template 'BubbleFish' by Ourblogtemplates.com 2008