الخميس، 23 أبريل 2009


التطور التكنولوجي وإنتشار الفساد الإجتماعي



باسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


تسعى جميع دول العالم (المتقدم منها والنامي( الى تطوير مظاهر العيش لمواطنيها, كي تضمن لهم معيشة سهلة ومريحة على ماكان عليه أجدادنا وأسلافنا سابقا, وهذا ما جعلها تواكب التطور التكنولوجي الحادث , غير أن هذا الأخير تحول الى شبح يهدد حياة أفرادها من جميع النواحي , على الرغم من إيجابياته الكثيرة , إلا أن سلبياته طغت على كل شيء, خاصة بالنسبة للعالم الإسلامي .

إن ما تذهل له العقول هو الفرق الشاسع بين استغلالنا نحن كمسلمين للتكنولوجيا, واستغلال الغرب لها, حيث يسعى الغرب إلى تحديث وتطوير كل ما هو موجود, ونسعى نحن للغوص في الاستمتاع بما هو موجود, وحبذا لو كان هذا الإستمتاع يدر من ورائه فائدة بل على العكس فهو يجر كلما فيه فساد و ضرر .......


إن استغلالنا السيئ لهاته التكنولوجيا أوقع علينا آثار وخيمة في مختلف مجلات الحياة, وأخص بالذكر العلاقات الأسرية التي تعتبر عنصر مهم في إستقرار الأسرة والمجتمع ككل .

ولكي تتضح الصورة أكثر إليكم بعض الأمثلة:


التلفــــــــــــــاز:



إنتشر هذا الجهاز في مجتمعاتنا بكل سهولة ويسر, حيث لا يوجد بيت يخلو منه , بل على العكس أصبحت معظم الأسر تقتني أكثر من جهاز في بيوتها, إضافة الى القنوات الفضائية المتعددة والمختلفة وما تعرضه من أفلام ومسلسلات وأفلام كرتون وغيرها من البرامج التي تبعث سموم خفية يغفل عنها كبيرنا قبل صغيرنا, وهنا يكمن الخطر فتلك السموم تهدد عقيدتنا وأخلاقنا وتؤثر حتى في تربية أبنائنا, حيث نلاحظ ذلك في تأثر أبنائنا بما يعرضه هذا الجهاز وتقليد كلما يشاهدونه من سلوكيات ومظاهر, حتى أصبح البعض يجعل الكثير من الفنانين قدوة له , إضافة الى إنشغالهم به عن عباداتهم و دراستهم و غيرها من الواجبات.....


الألعـــــــــاب:




تعددت وتنوعت الألعاب في عصرنا الحالي, فمنها الإلكترونية ومنها النارية , وألعاب الفيديو...., غير أن على الرغم من إختلاف أنواعها إلا أنها تتفق في شيء ما ألا وهو العنف فنجد هاته الأخيرة تحتوي على كم هائل منه لإحتوائها على معارك يندرج فيها عامل القتل مما يبث في الأطفال هاته الخصلة الذميمة , إضافة الى ذلك إحتوائها على صور دنيئة مخالفة لديننا الحنيف, تنزع الحياء والحشمة من أطفالنا,كما لا أنسى الجانب المادي , حيث نجد أثمان بعض أنواع هذه الألعاب باهضة للغاية مما يعجز الآباء عن توفيرها......


الهـــاتف النقـــــال:




على الرغم من إيجابياته الكثيرة , إلا أن وجود هذا الجهاز عند الأطفال والمراهقين , أو حتى بعض الشباب الطائش يشكل خطورة كبيرة يجهلها الكثير من الآباء, حيث أصبح معظم الشباب يتنافس في إقتناء أحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا في هذا المجال, وللهواتف النقالة أنواع عديدة منها الذي يتوفر على الكاميرا وآخر يحتوي على تقنية البلوتوث ومنها الذي يشمل هذا وذاك..... الخ , وفي ظل هذا التطور الكبير نجد شبابنا منغمس في كلما هو ضار وفاسد ومنافي لديننا الحنيف, ومثال على ذلك ملاحقة الفتيات من أجل التسلية واللهو, كإلتقاط صور لبعض الفتيات ونشرها فيما بينهم , أو نشر مقاطع فيديو خليعة بواسطة تقنية البلوتوث وغيرها من السلوكيات الدنيئة.....


الإنترنــــت:




إنتشر الإنترنت بصورة كبيرة , حيث أصبح عند العام والخاص, غير أن تواجده في معظم الأسر يمثل خطرا كبيرا عليها, خاصة إذا كان إستعماله عشوائي , من دون رقابة أو توجيه , ونجد أكثر فئة مرتبطة بالإنترنت هي فئة الشباب والمراهقين الذين يمثلون البنية الأساسية للمجتمع ككل, بالاضافة الى تجاوبهم الكبير بكل ما هو موجود في الانترنت, سواءا كان صالح أو طالح ( مواقع إباحية , ماسنجر , ....) مما ينعكس سلبيا على معتقداتهم الدينية وقيمهم الأخلاقية فيؤدي بهم الى الإنحراف .


وفي الأخيرا لا يسعني الا أن أقول أن الانفتاح الكبير الذي شهده العالم اليوم يجعلنا نكثف التحصين على أبنائنا وشبابنا , فهم أجيال المستقبل الذين سنعتمدوا عليهم في إدارة شؤون المجتمع, بإعتبارنا نحن الراعي وجب علينا ذلك

حيث قال صلى الله عليه وسلم: ( كلكم راع وكل راع مسؤول عن رعيته)


ويتمثل هذا التحصين في تربية النشئ تربية إسلامية صالحة باتباع أساليب مستمدة من القرآن الكريم والسنة النبوية, كالتحلي بالأخلاق الحميدة ( الصدق , التواضع, الحياء , الرحمة, التعاون.......) , غرس محبة الله ورسوله في قلوبهم , إضافة الى الجانب الإجتماعي كتدريب الأطفال على تحمل المسؤولية .........., ومن الناحية النفسية إشباع الطفل عاطفيا حتى لا يبحث عنه في الخارج...... والى غير ذلك من الأساليب المتعددة التي أصبحت اليوم لا تخفى على أحد منا , إنما ينقصنا الحرص والمتابعة المستمرة لأبنائنا, بمعنى تحمل المسؤولية كاملة وعدم تخلي الوالدين على تأدية أدوارهم على أكمل وجه.

لا تغضـــــــــــــــــــــب








باسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بداية حاول أن تجيب على هذه الأسئلة :
لماذا تغضب؟، ما الأمور التي تجعلك تغضب؟، ما الشعور الذي ينتابك عند الغضب؟، كيف تتصرف عندما تكون غاضبا؟، هل أنت سريع الغضب؟، ماذا تفعل لتهدئ من غضبك؟، ما هي المدة التي تستغرقها حتى تهدأ ؟، هل حاولت مرة السيطرة على غضبك؟، ما الشعور الذي ينتابك بعد مرحلة الغضب؟، هل سبق وندمت لغضبك؟، هل أسأت إلى أحد ما عندما كنت غاضبا؟، هل كان يمكنك أن تتفادى الغضب؟، هل ترى أن الغضب يمكن السيطرة عليه؟، هل تريد أن لا تغضب مرة أخرى؟ .

هذه بعض الأسئلة لتفكر فيها جيدا، ولتجيب عليها بكل وضوح !!!
إذا قررت أن تتخلص من هذا الخلق، فهذا قرار شجاع جدا !!!، وأنت بذلك تعترف بأن الغضب يمكن التخلص منه، بخلاف ما يدعيه بعض الناس من أنه لا يمكنه التخلص من هذا الخلق السيئ!، و في حقيقة الأمر هم بذلك يتبعون أهواءهم، فولا أن الغضب يمكن التخلص منه ما أوصى رسول الله صلى الله عليه وسلم أحد أصحابه؛ فعن حميد بن عبد الرحمن، عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، قال: قال رجل يا رسول الله أوصني، قال :" لا تغضب "، قال: ففكرت حين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قال، فإذا الغضب يجمع الشر كله .
أتدري لماذا يجمع الشر كله؟!، فكر!!! ... عرفت الآن ... أجل !!!، ...أحسنت !!!
لتتصور أنك غضبان! ...اتفقنا! ...مظهرك مرعب! ...عيناك بارزتان! ...أوداجك منتفخة! ...مقطب الحاجبين! ...مشدود الأعصاب!...جسمك يرتعد!... يكاد رأسك يشتعل نارا! ... قلبك يلتهب احتراقا ... يختنق حقدا وغيظا!...تتلفظ بكلام لا يقوله أحقر الناس!... تضرب بيدك و رجلك! ...عقلك لم يعد معك!... أرأيت!!؛ هذا إن كان الغضب غير مركز!!!، أما إن كان الغضب مركزا، فقل أصبحت مجنونا!!! .
أتدري؟! ... من الناس من يرى إظهار الغضب رجولة، ومفخرة، تخيل! ...ومن الناس من يحب أن يذكر بين الناس بأنه سريع الغضب، أو أن غضبه شديد جدا، تخيل !!!
أعلم أنك لست منهم!، وأن هناك أمور تحصل تجعلك تغضب!، عفوا! ...هل لي أن أسألك ما طبيعة هذه الأمور؟!، ... دعني أحزر أولا! ...تغضب عندما ترى معصية!، أو عندما تنتهك حرمات الله!، إذا كان كذلك فيحق لك أن تغضب، ولكن غضبا لا يفقدك عقلك، و لا يجعلك أنت أيضا تعصي ربك!
ثم ألسنا نعصى الله في كل يوم، بل وفي كل حين، ألم تتساءل يوما، لماذا لا يخسف الله بنا الأرض جزاء لمعصيتنا له؟! ... فالله تعالى يطعمنا ويسقينا، و يهبنا من النعم التي لا تحصى، ثم نقابل ذلك كله بالجحود، أليس هذا يدعو للغضب.
أتعلم لم أقول هذا؟!، ...حتى إذا ما صادفتك معصية لا داعي لأن تسيء بحجة الغضب على حدود الله، فرسول الله صلى الله عليه وسلم، لم يكن ذلك منهجه، صحيح أنه كان لا يغضب إلا في ما يتعلق بحدود الله، وكان يظهر الغضب عليه، ولكن لم ينقل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال كلاما بذيئا، أو ضرب أو لطم أحدا، بل كان يصحح الخطأ بالحسنى، ولم يكن يوصله غضبه إلى حال يفقد فيها كل تركيزه حتى لا يدري ما يقول، أو حتى يندم على ما بدر منه .
هذا إن كان غضبك لله تعالى، أما إن كان غضبك لأمر آخر، فكل ما في الدنيا أحقر من أن يوتر أعصابك، أو يتعبك قلبك و بدنك!

فقد تغضب لأن أحدهم أساء إليك، أو أن تغضب لأن حاجتك ضاعت، أو أن طعامك لم يحضر في وقته المحدد، أو لم يكن لذيذا، أو أن أحدهم عصى أوامرك، أو تعطلت سيارتك وأنت في وسط طريق شبه خال، أو أن ....
نصيحة لك، الأمور التي لا دخل لك فيها، والتي هي بيد الله لا داعي لأن تغضب فيها، لأنك ببساطة تعترض عن الله عز وجل، و الحل فيها أن تصبر، وأن تتخذ الأسباب الممكنة لحلها، أما الأمور التي يمكن أن يكون لك حكم فيها، فليس الغضب حلا مثاليا لها، فهناك أمور يمكنك أن تستغني عنها، كقضية الطعام مثلا، فلا داعي للغضب، وخذ الأمر ببساطة، لم يحضر أو كان سيء الطعم، لا مشكلة، الحلول كثيرة، أقلها أن تظل من دون طعام، ما المشكلة في ذلك، فأنت تصوم رمضان، و لا تكاد تلتفت إلى الجوع، الآن فقط أصبح الطعام قضية مركزية! .

لنقل أن أحدهم عصى أوامرك؛ تذكر أنك تعصى الله أنت أيضا، فما أوامرك بأعظم من أوامر الله تعالى، وما عصيان أوامرك بأهول من عصيان أوامر الله!!!
إذا غضبت يوما، فتذكر قبح الغضب، ولعله قد يعينك في التعرف على قبحه ما جاء
من آثار :

عن وهب بن منبه، قال: قرأت في الحكمة: للكفر أربعة أركان: ركن منه الغضب، وركن منه الشهوة، وركن منه الطمع، وركن منه الخوف.
قال سهل بن عبد الله : الغضب أشد في البدن من المرض: إذا غضب دخل عليه الإثم أكثر مما يدخل عليه في المرض.
قال محمد بن منصور: ست خصال يعرف بها الجاهل: الغضب في غير شيء، والكلام في غير نفع، والعظة في غير موضعها، وإفشاء السر، والثقة بكل أحد، ولا يعرف صديقه من عدوه.
وعن إسماعيل بن أبي حكيم قال غضب عمر بن عبد العزيز يوما، فاشتد غضبه وكان فيه حدة، وعبد الملك حاضر، فلما سكن غضبه، قال: يا أمير المؤمنين أنت في قدر نعمة الله عليك وموضعك الذي وضعك الله به وما ولاك من أمر عباده يبلغ بك الغضب بما آري قال كيف قلت فأعاد عليه كلامه فقال آما تغضب يا عبد الملك فقال ما تغنى سعة جوفي إن لم اردد فيه الغضب حتى لا يظهر منه شيء اكرهه.
و كخطوات عملية للتخلص من الغضب أو بعض آثاره؛ إليك ما جاء في القرآن الكريم والسنة النبوية :
قال الله تعالى: وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (133) الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (134)

وأمر عمر بن عبد العزيز بضرب رجل، ثم قرأ قوله تعالى " والكاظمين الغيظ "، فقال لغلامه خل عنه.
حكي عن جعفر الصادق رضي الله عنه أن غلاماً له وقف يصب الماء على يديه، فوقع الإبريق من يد الغلام في الطست، فطار الرشاش في وجهه، فنظر جعفر إليه نظر مغضب، فقال: يا مولاي " والكاظمين الغيظ " قال: قد كظمت غيظي، قال: " والعافين عن الناس " قال: قد عفوت عنك، قال: " والله يحب المحسنين " قال: اذهب، فأنت حر لوجه الله تعالى.

وقال تعالى: خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ (199) وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (200) إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ (201)
قال مالك بن أوس ابن الحدثان: غضب عمر على رجل وأمر بضربه فقلت يا أمير المؤمنين " خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين " فكان عمر يقول " خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين " فكان يتأمل في الآية وكان وقافاً عند كتاب الله مهما تلي عليه كثير التدبر فيه فتدبر فيه وخلى الرجل.

وقال تعالى: وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ (33) وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ (34) وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ (35) وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (36)
قال عمر رضي الله عنه : ما عاقبت من عصى الله فيك، بمثل أن تطيع الله فيه.

وعن ابن عباس في قوله تعالى : ( ادفع بالتي هي أحسن ) قال : الصبر عند الغضب والعفو عند الإساءة فإذا فعلوا عصمهم الله وخضع لهم عدوهم كأنه ولي حميم قريب .
وقال صلى الله عليه وسلم:" علموا ويسروا ولا تعسروا وبشروا ولا تنفروا وإذا غضب أحدكم فليسكت " .
وعن سليمان بن صرد رضي الله عنه قال استب رجلان عند النبي صلى الله عليه وسلم فجعل أحدهما يغضب ويحمر وجهه وتنتفخ أوداجه فنظر إليه النبي صلى الله عليه وسلم فقال إني لأعلم كلمة لو قالها لذهب ذا عنه أعوذ بالله من الشيطان الرجيم فقام إلى الرجل رجل ممن سمع النبي صلى الله عليه وسلم فقال هل تدري ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم آنفا قال لا قال إني لأعلم كلمة لو قالها لذهب ذا عنه أعوذ بالله من الشيطان الرجيم فقال له الرجل أمجنونا تراني " .

وعن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ليس الشديد بالصرعة إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب " . متفق عليه
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أحب الناس إلى الله أنفعهم و أحب الأعمال إلى الله عز و جل سرور تدخله على مسلم أو تكشف عنه كربة أو تقضي عنه دينا أو تطرد عنه جوعا و لأن أمشي مع أخي المسلم في حاجة أحب إلي من أن أعتكف في المسجد شهرا و من كف غضبه ستر الله عورته و من كظم غيظا و لو شاء أن يمضيه أمضاه ملأ الله قلبه رضا يوم القيامة و من مشى مع أخيه المسلم في حاجته حتى يثبتها له أثبت الله تعالى قدمه يوم تزل الأقدام و إن سوء الخلق ليفسد العمل كما يفسد الخل العسل " .
وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما من جرعة أعظم أجرا عند الله، من جرعة غيظ كظمها عبد ابتغاء وجه الله" .
وعن أبي مسعود الأنصاري قال : كنت أضرب غلاما لي فسمعت من خلفي صوتا : " اعلم أبا مسعود لله أقدر عليك منك عليه " فالتفت فإذا هو رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت : يا رسول الله هو حر لوجه الله فقال : " أما لو لم تفعل للفحتك النار أو لمستك النار " .
وعن أبي ذر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إذا غضب أحدكم وهو قائم فليجلس فإن ذهب عنه الغضب وإلا فليضطجع " .

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ثلاث مهلكات: شح مطاع وهوى متبع وإعجاب المرء بنفسه، وثلاث منجيات: خشية الله في السر والعلانية والقصد في الفقر والغنى والعدل في الغضب والرضا " .
وكان الحسن يقول: من كانت له أربع خلال حرمه الله على النار، وأعاذه من الشيطان، من يملك نفسه عند الرغبة، والرهبة، وعند الشهوة، وعند الغضب.

وقال بكر بن عبد الله: لا يكون الرجل تقياً حتى يكون بطيء الطمع بطيء الغضب.
وقال مورق العجلي: تعلمت الصمت في عشر سنين وما قلت شيئاً قط إذا غضبت أندم عليه إذا ذهب عني الغضب.
وكان الشعبي يقول: « ما أورثني أبواي مالا أصلهما منه، ولا استفدت بعدهما مالا أصلهما به، ولكني أصبر على الغيظ الشديد، أكظمه ألتمس به برهما » .

ويقول الشاعر:
ليست الأحلام في حين الرضا ... إنما الأحلام في وقت الغضب .
خذ الأمر ببساطة، واكظم غيظك، واعف عن من أساء إليك و استعذ بالله من الشيطان الرجيم، وأحسن، لترغم الشيطان فلا يعود إليك مرة أخرى، والأفضل لك أن تصمت!، إن لم تتمكن من ذلك كله، وأن تصرف نفسك عن ذلك الموقف الذي أغضبك !.
و تذكر أنك كما تعامل الناس ستكون معاملة الله لك، فإذا أردت أن يعفو الله عنك و يسامحك و يغفر لك، فكن كذلك مع الناس، و الجزاء من جنس العمل!!!

Blogger template 'BubbleFish' by Ourblogtemplates.com 2008