الخميس، 9 أبريل 2009

النـــــاس والمظـــــــــــاهر... !!!








باسم الله الرحمن الرحيم ، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، أما بعد :
المظاهر ... ؟؟؟
قال الله تعالى : (اعلموا انما الحياة الدنيا لعب ولهو وزينه وتفاخر بينكم وتكاثر في الأموال والأولاد ).

المظاهر، أو بعبارة أخرى التفاخر ... !!!

ماذا تحمل هذه الكلمة بين طياتها ...؟؟؟ ، الكبر ... الخداع ... النفاق ... الإسراف ...الكذب ... و...

ألا تلاحظون معي أن الناس أصبح همهم الوحيد هو المظاهر ... أو التفاخر ...

تجدهم يتفاخرون مثلا: أنا عندي كذا وكذا من طراز كذا وكذا ومن دولة كذا أو كذا ... وهذه السجادة آآآآخر طراز، إنها من تركيا ، وهذا الحذاء مستورد من إيطاليا ... وهو أيضا أحدث طراز ، ولا يوجد له مثيل ، وهذه السيارة لم يسبق لأحد أن ركبها أو اشتراها في البلد .... وغيره من الكلام الذي يعرفه الجميع ...

والمشكلة أن الكثير كالمجنون، عند التطرق إلى الموضة ... لم يعد للموضة أي مقاييس ، المهم موضة ... فمثلا ؛ إذا تمزق قميصك من كمه فلا تحزن فكل ما عليك إلا أن تقول إنها موضة ، وستجد نفسك أمام كوكبة من المعجبين ، بل و حتى الحساد الذين يحسدونك كونك أول من تعرف على هذه الموضة الجديدة .

لا تخجل أيضا إذا كانت قصة شعرك غير متناصقة ، قل موضة فقط وسترتاح ...!!!

والغريب أنك تجد في السوق أشياء لو وهبت لك لما قبلتها ، ولكنها إذا ما قيل إنها موضة وآخر صرعة سلمكم الله ، تجد الجميع يتهافت عليها ولو كانت بأغلى الأثمان ، ولا يمكن لومهم طبعا ... إنها الموضة...!!!

وترى المرأة الفقيرة أو متوسطة الحال لا ترضى بما وهبها الله ، بل تكلف أهلها أو زوجها ما لا طاقة له به ، بدعوى أنها ستصبح أضحوكة إذا لم تظهر بلباس كذا ، وأو إذا لم تشتري الهدية الفلانية ، وتقول ماذا سيقول عني الناس ... أنني فقيرة ...!!! ... لاشك أنها نسيت ماذا تكون... !!! ، ثم لا أدري مابه الفقر إذا صادف قلبا راضيا عن ربه ...

إنها المظاهر ، وإنه التفاخر ...

وتجد آخرين يتفاخرون بالآباء وألأبناء ، بل تجدهم يكذبون الكذبة الواضحة ... فهذا يقول أبي دكتور كبير ، وآخر أنا خالي مستشار ، والآخر أنا جدي وزير ، والآخر ... أنا ابني طبيب .... والأمثلة عديدة ولاشك أنها قد مرت بكم ، والمضحك أن تجد أحدهم يتحاشى من ذكر مهنة والده وقد يتبرأ منه خجلا من أن والده ليس في المستوى ، بل وتجده إذا مشى معه في مكان عام يحاول ان لا يقترب منه ...!!!

غريب حقا ... إنها المظاهر ، وإنه التفاخر ...!!!

وتجد مثلا في الأعراس المثل الأعلى للتفاخر و المظاهر ... فيها التفاخر و التظاهر بأتم معانيهما ... حتى أنه في كثير من بلاد العالم ... يجعلون العروس تخرج في كل لحظة بلباس جديد وبذهب جديد ... لا أدري ما الهدف من ذلك ... إلا هدفا واحد ألا وهو التفاخر ... ولكن السؤال ... ثم ماذا؟؟؟ ، حسنا قد رأى الناس ملابسك الفاخرة وذهبك البراق ... ثم ماذا ؟؟؟ ليقول الناس ... عندها ملابس وأثاث فاخر وذهب كثير ... حسنا ثم ماذا ...؟؟؟ ، أو أنها تريد أن تكثر حول الحساد ، أو أنها تريد أن تحزن أولئك الذين لا يملكون حتى قوت يوهم ... كما ترون لا خير فيه ... مهما تعددت المبررات وتنوعت ...

أما عن تكاليف الزفاف ، فحدث ولا حرج ... تجد مثلا تكاليف زفاف أحد العائلات البسيطة ، تتجاوز بأضعاف تكاليف العائلات المرموقة ... وهذا معروف جدا خاصة في الآونة الأخيرة ...

وللتفاخر أشكال عديدة ومتنوعة ... وما كانت هذه الظاهرة في مجتمع ما، إلا ودلت على قربه من التهاوي و السقوط ، وأنه مجتمع لاوزن له ولا شخصية ...

الذي أعلمه أنا ... أن هذا الأمر لا يليق عقلا ناهيك عن حكم الشرع فيه ... إن من يفعل ذلك يعبر عن عقد النقص التي فيه ، وعقد الكبر ... ولا خير في هذا ولا ذاك ...

ينبغي على الانسان أن يرضى بما أعطاه الله ، وبما وهبه ، وأن لا يتكبر على خلق الله ، وأن يعيش الحياة ببساطتها ، وأن يركز على ما هو أهم ... أن يركز على أخلاقه ، فيحسنها ، وعلى إيمانه فيقويه ...

فيكفي غباء ورجعية ،وتبعية، وتفاخرا بهذا الدنيا الزائلة التي لا تساوي عند الله جناح بعوضة ...!!!








كلمة في البطالة ...!!!











باسم الله الرحمن الرحيم ، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، أما بعد :
لا يوجد شيء أسوأ من البطالة، وأتعجب حقا ممن يدعي أنه لم يجد عملا يعمله!، ثم يضع اللوم على الناس تارة، وعلى المقادير تارة أخرى؛ وقد قال حكيم: من دلائل العجز كثرة الإحالة على المقادير.
أصبح الناس لا يرضون إلا بالمهن ذات الدخل المرتفع، ولا يبالي إن كان الدخل من حرام أو من حلال، أو يرضون بمهنة لا تحتاج إلى بذل جهد كبير، أو مهنة راقية؛ و لست أدري ما يقصدون بالمهنة الراقية!، فهل مهنة الحارس مثلا مهنة دنيئة، هل جمع النفايات مهنة دنيئة؟!،...ثم من أعطى هذه المعايير؟!!، ما أعرفه أن معيار المهن هو الحلال والحرام .
صار الناس بذلك يستحبون البطالة؛ إن لم يجدوا المهنة أو الوظيفة الراقية أو السهلة أو ذات الدخل المرتفع .
لست أدري بما أفسره؛ أهو تكبر، أم كسل، أم عجز؛
وقد قيل: من العجز والتواني تنتج الفاقة.
وقال علي رضي الله تعالى عنه: التواني مفتاح البؤس، وبالعجز والكسل تولدت الفاقة ونتجت الهلكة، ومن لم يطلب لم يجد وأفضى إلى الفساد.
عار على رجل أن يظل دون عمل، عار عليه!،
قال الشاعر:
لنقل الصخر من قلل الجبال ... أحب إلي من منن الرجال
يقول الناس كسب فيه عار ... وكل العار في ذل السؤال
وقال آخر:
لا تحسبن الموت موت البلى ... وإنما الموت سؤال الرجال
كلاهما مــــــــــــوت ولكن ذا ... أشد من ذاك لــــذل السؤال
وقال الشاعر أيضاً:
ما اعتاض باذل وجهه بسؤاله ... عوضاً وإن نال الغنى بسؤال
وإذا السؤال مع النوال وزنته ... رجح السؤال وخــف كل نوال
فإذا ابتلين ببذل وجهك سائلاً ... فابذله للمــــــتكرم المفضـــال
وقال بعضهم :
خاطر بنفسك كي تصيب غنيمة ... إن الجلوس مع العيال قبيح
ولو أن يجمع النوى ويبيعه، ولو أن ينظف الشارع أو الحي الذي يسكن فيه، وإن كان دون مقابل!؛ أفضل من أن يجلس في بيته يندب حظه، ويبدي سخطه على الحكومة وعلى أهل السلطة...
على الأقل شيء يغنيه عن ذل السؤال؛
عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: لَأَنْ يَأْخُذَ أَحَدُكُمْ حَبْلَهُ فَيَأْتِيَ بِحُزْمَةِ الْحَطَبِ عَلَى ظَهْرِهِ فَيَبِيعَهَا فَيَكُفَّ اللَّهُ بِهَا وَجْهَهُ خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَسْأَلَ النَّاسَ أَعْطَوْهُ أَوْ مَنَعُوهُ .
وقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَسْأَلُ النَّاسَ حَتَّى يَأْتِيَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَيْسَ فِي وَجْهِهِ مُزْعَةُ لَحْمٍ .
وعن ثوبان قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من يكفل لي أن لا يسأل الناس شيئا فأتكفل له بالجنة ؟ " فقال ثوبان : أنا، فكان لا يسأل أحدا شيئا .
وقال أيضا: ثلاث أقسم عليهن : ما نقص مال قط من صدقة فتصدقوا، و لا عفا رجل عن مظلمة ظلمها إلا زاده الله تعالى بها عزا فاعفوا يزدكم الله عزا، و لا فتح رجل على نفسه باب مسألة يسأل الناس إلا فتح الله عليه باب فقر .
رغم ذلك فلا يزال كثير من الناس يحترف المسألة، فهي الطريق السهلة للحصول على المال، ولا هم عنده إن أهين، أو أذل، وليت الذي يسأل محتاجا حقا!، بل أكثرهم يسأل من غير حاجة، هكذا!، لأجل المسألة فقط!،
وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من سأل وله ما يغنيه ؛ جاءت مسألته يوم القيامة خدوشا أو خموشا أو كدوحا في وجهه . قيل : يا رسول الله ! وما يغنيه ؟ قال : خمسون درهما أو قيمتها من الذهب ’’ .
خمسون درهما!، لو يرى رسول الله صلى الله عليه وسلم حالنا!، نملك الآلاف ولا نتحرج من سؤال غيرنا، والدنيا تخنقها المتاجر !
تجد أحدنا إن احتاج إبرة! يسأل جاره البائع، و يستثقل أن يبتاعها منه! .
ثم مما يجهله الناس أن المسألة محرمة إلا للضرورة ؛
قَالَ النَّوَوِيّ :‘‘
... وَقَدْ اِتَّفَقَ الْعُلَمَاء عَلَى النَّهْي عَنْهُ لِغَيْرِ الضَّرُورَة ، وَاخْتُلِفَ فِي مَسْأَلَة الْقَادِر عَلَى الْكَسْب وَالْأَصَحّ التَّحْرِيم ، وَقِيلَ يُبَاح بِثَلَاثِ شُرُوط : أَنْ لَا يُذِلّ نَفْسه ، وَلَا يُلِحّ فِي السُّؤَال ، وَلَا يُؤْذِي الْمَسْئُول ، فَإِنْ فُقِدَ شَرْط مِنْ هَذِهِ الشُّرُوط فَهِيَ حَرَام بِالِاتِّفَاقِ’’ .
فقدت كل الشروط!، وليس شرطا واحدا ....!!! على أية حال، اعمل، إن أردت أن تتجنب المهانة والذل ...
قال لقمان الحكيم لابنه: يا بني، استغن بالكسب الحلال عن الفقر، فإنه ما افتقر أحد قط إلا أصابه ثلاث خصال : رقة في دينه، وضعف في عقله، وذهاب مروءته، وأعظم من هذه الثلاث :استخفاف الناس به.
وقال عمر بن الخطاب: إني لأرى الرجل فيعجبني، فأقول: أله حرفة، فإن قالوا لا، سقط من عيني.
وكان زيد بن مسلمة يغرس في أرضه فقال له عمر رضي الله عنه: أصبت، استغن عن الناس يكن أصون لدينك وأكرم لك عليهم .
وقال الهيثم: ربما يبلغني عن الرجل يقع في فأذكر استغنائي عنه فيهون ذلك علي.
وقال أيوب: كسب فيه شيء أحب إلي من سؤال الناس.
وجاءت ريح عاصفة في البحر، فقال أهل السفينة لإبراهيم بن أدهم رحمه الله وكان معهم فيها: أما ترى هذه الشدة؟ فقال: ما هذه الشدة، وإنما الشدة الحاجة إلى الناس.
حقا إنما الشدة الحاجة إلى الناس، هذا لمن كان عنده شيء من عزة النفس، أو شيء من الكرامة! .

لنعد النظر في أمر البطالة ، هل هي أمر حقيقي ؟؟؟ ، هل تستحق البطالة كل هذه الضجة ؟؟؟ ...
الأمر لا يتعلق بالبطالة بقدر ما يتعلق بالقناعة ، وبجدية الفرد وسعيه نحو النمو و التطور ...

اعرف عدوك !




باسم الله الرحمن الرحيم ، و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، أما بعد :


اعرف عدوك !

هل لك أعداء ؟ من هم يا ترى ؟ و لماذا هم أعداؤك ؟
قيل أن الأعداء أربعة :دنيا، نفس أمارة بالسوء، شيطان، هوى متبع.
هل سبق و سمعت بهم؟
فاعلم إذا أن لك أربعة من الأعداء تحتاج إلى أن تجاهد كل واحد منهم :
الأول: الدنيا؛ قال تعالى: فلا تغرنكم الحياة الدنيا ،
قال شعيب بن حرب: ‘‘من أراد الدنيا فليتهيأ للذل’’ !!. تتحقق من ذلك إن شئت .
والثاني:نفسك الأمارة بالسوء، قال تعالى:وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء، وقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " اللهم عالم الغيب و الشهادة فاطر السماوات و الأرض ، رب كل شيء ومليكه أشهد أن لا إله إلا أنت أعوذ بك من شر نفسي و شر الشيطان و شركه " .
وكان يدعو أيضا : ‘‘دعوات المكروب: اللهم رحمتك أرجو، فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين، وأصلح لي شأني كله، لا إله إلا أنت’’.
طرفة عين!!! ...أجل إنها نفسك! تلك التي تدللها دائما و تحرص على أن تلبي لها جميع شهواتها؛ إنها نفسك الأمارة بالسوء .
والثالث: الشيطان لذلك قال الله تعالى:( إن الشيطان لكم عدوا فاتخذوه عدوا) وشيطان الإنس، فهو أشد عليك من شيطان الجن، لأن شيطان الجن يكون إغواؤه بالوسوسة فقط، وأما شيطان الإنس فبالمعاينة و المواجهة والإعانة.
قصـــة :
يروى أن رجلاً جاء إلى أبي حنيفة فشكا له أنه دفن مالاً في موضع ولا يذكر الموضع فقال أبو حنيفة ليس هذا فقهاً فاحتال لك فيه ولكن اذهب فصل الليلة إلى الغداة فإنك ستذكره إن شاء الله تعالى ففعل الرجل ذلك فلم يمض إلا أقل من ربع الليل حتى ذكر الموضع فجاء إلى أبي حنيفة فأخبره فقال قد علمت أن الشيطان لا يدعك تصلي حتى تذكر فهلا أتممت ليلتك شكر الله عز وجل .
والرابع: هوى متبع؛ لذا قال الله تعالى : وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (50)
وقال الرسول عليه الصلاة و السلام: ‘‘ ثلاث منجيات : خشية الله تعالى في السر و العلانية و العدل في الرضا و الغضب و القصد في الفقر و الغنى و ثلاث مهلكات : هوى متبع و شح مطاع و إعجاب المرء بنفسه ’’.
قال ابن الجوزي
:‘‘لما عرف الصالحون قدر الحياة أماتوا فيها الهوى فعاشوا، انتهبوا بأكف الجد ما قد نثرته أيدي البطالين، ثم تخيلوا القيامة فاحتقروا الأعمال فماتت قلوبهم بالمخافة، فاشتاقت إليهم الجوامد، فالجذع يحن إلى الرسول، والجنة تشتاق إلى "علي"’’.
انتبه! فقد صرت الآن تعرف أعداءك !... فما أنت فاعل معهم ؟؟؟

Blogger template 'BubbleFish' by Ourblogtemplates.com 2008