الجمعة، 17 أبريل 2009

كم جميلا لو نتحلى بخلق الحيـــــــــــــــــــــــــاء













باسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" إن لكل دين خلقا وخلق الإسلام الحياء " .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى: إذا لم تستح فاصنع ما شئت " .
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الإيمان بضع و سبعون شعبة فأفضلها قول : لا إله إلا الله و أدناها إماطة الأذى عن الطريق و الحياء شعبة من الإيمان " .
وعن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر على رجل من الأنصار وهو يعظ أخاه في الحياء فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " دعه فإن الحياء من الإيمان " .
وعن عمران بن حصين قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " الحياء لا يأتي إلا بخير " .
وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " الحياء والإيمان قرناء جميعا فإذا رفع أحدهما رفع الآخر " .
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" الحياء من الإيمان و الإيمان في الجنة والبذاء من الجفاء والجفاء في النار " .
عن سلمان رضي الله تعالى عنه، قال: إن الله تعالى إذا أراد بعبد شراً، أو هلكة نزع منه الحياء، فلم تلقه إلا مقيتاً ممقتاً، فإذا كان مقيتاً نزعت منه الرحمة فلم تلقه إلا فظاً غليظاً، فإذا كان كذلك نزعت منه الأمانة فلم تلقه إلا خائناً مخوناً، فإذا كان كذلك نزعت ربقة الإسلام من عنقه فكان لعيناً ملعناً.
وَقَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ : مَنْ كَسَاهُ الْحَيَاءُ ثَوْبَهُ لَمْ يَرَ النَّاسُ عَيْبَهُ .
وَقَالَ بَعْضُ الْبُلَغَاءِ : حَيَاةُ الْوَجْهِ بِحَيَائِهِ ، كَمَا أَنَّ حَيَاةَ الْغَرْسِ بِمَائِهِ .
وقال الشاعر :
إذا لم تخش عاقبة الليــالي ... ولم تستح فاصنع ما تشاء
فلا والله ما في العيش خـير ... ولا الدنيا إذا ذهب الحياء
هذا للتشويق!!!؛ ولعلك تتساءل الآن ما هو الحياء حتى أتحلى به ؟! ...سؤال وجيه، وإليك الجواب من المرشد العام لهذا المشروع؛ الذي هو أفضل من يتحلى بهذا الخلق؛

فعن أبي سعيدٍ الخدري رضي الله عنه، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أشد حياءً من العذراء في خدرها، فإذا رأى شيئاً يكرهه عرفناه في وجهه. متفق عليه.
عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: استحيوا من الله حق الحياء، قال قلنا يا نبي الله إنا لنستحي والحمد لله، قال ليس ذلك ولكن الاستحياء من الله حق الحياء أن تحفظ الرأس وما وعى، وتحفظ البطن وما حوى ولتذكر الموت والبلى، ومن أراد الآخرة ترك زينة الدنيا فمن فعل ذلك فقد استحيا من الله حق الحياء" .
وقال بعض العلماء: حقيقة الحياء خلقٌ يبعث على ترك القبيح، ويمنع من التقصير في حق ذي الحق.
وقال البعض: الحياء؛ تغير، وانكسار يعتري الإنسان من خوف ما يعاب به.
إذا فالحياء المطلوب منك أن تتخلق به، هو الحياء الذي يجعلك دائم المراقبة لله؛ بحيث لا يجدك الله إلا حيث أمرك، وأن لا يجدك حيث نهاك !!!
فتخشى دائما من ارتكاب أي معصية سواء أكانت ظاهرة أم باطنة، سواء رآك الناس أم لم يروك، و أن تعمل بأوامر الله على قدر استطاعتك خلصا له .
و إذا أردت أن تفهم المقصود بالحياء؛ فحاول أن تفهم شعورك و أنت تستر عورتك!!! .
فأنت لا تريد أن يرى منك ما هو قبيح، هذا هو المعنى!، ومن المعروف أن المعصية أمر قبيح، فإذا ما تخلقت بهذا الخلق فسوف تستحي أن يرى الله و الناس منك أي قبيح!!! .
عندها سيستقيم سلوكك، مع نفسك ومع الله، ومع الناس .
لا شك أنك تقول في نفسك؛ إن خلق الحياء رأس الأخلاق كلها !!! ...هذا صحيح، وإذا أردت أن تتأكد فاسع لأن تتحلى بهذا الخلق الجميل .
قد تقول في هذا الزمان، تغيرت الأمور واختلطت، فلم نعد نميز بين ما هو قبيح، وما هو جميل، وأساس الحياء هو معرفة القبيح، لتجنبه !!!
معك حق!، و لكن الله تعالى أودع في كل منا ما يدله على الجميل و على القبيح، فقال الله تعالى:] بل الإنسان على نفسه بصيرة [ ، لن تنكر ذلك طبعا، ثم اعرض الأمر على ما جاء في شرع الله، و ستجد الحل؛ لأن الله تعالى قال:] ما فرطنا في الكتاب من شيء[ ، استحضر أي مثال ثم اعرضه بنزاهة على هذين المعيارين، وستعرف الحقيقة.
و سأساعدك بهذا المعيار لتفرق بين الخير و الشر : عَنْ النَّوَّاسِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " الْبِرُّ حُسْنُ الْخُلُقِ، وَالْإِثْمُ مَا حَاكَ فِي نَفْسِك وَكَرِهْت أَنْ يَطَّلِعَ عَلَيْهِ النَّاسُ " .
ولا تأبه أبدا لما سيقوله الآخرون!، إذا كان لا يتوافق مع نتيجة تجربتك السابقة!!!.


هل ستحاول أن تجرب معنا هذا الخلق الــــــــــــــــــــــــــــــــــرائع...؟؟؟

...ظــاهرة التســــــــول


باسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

باتت ظاهرة التسول تغزو مجتمعاتنا العربية عامة بأشكال وأساليب مختلفة ، فهي ظاهرة قديمة جداً ، حيث كانت تمارس من بعض الشرائح والفئات الاجتماعية المعدومة اقتصادياً ، أو من بعض الفئات التي تعاني أمراض معينة مزمنة ، أو من ذوي الحاجات الخاصة ، ولم ترقَ لمستوي ظاهرة عامة ، بل كانت تعبر عن حالات فردية تنتشر هنا وهناك .

لكنها في الآونة الأخيرة بدأت تتحول لمهنة ، وتتخذ شكل الظاهرة وبدأ المتسول يبتكر العديد من الأساليب والطرق في عملية التسول ، كما إنها أصبحت تضم جميع الفئات والشرائح العمرية والسنية ومن الجنسين . لوحظ انتشارها بين النساء من من تتراوح أعمارهن ما بين 14- 45 سنة في بعض المجتمعات العربية ، وخاصة في البلدان التي تعاني من مظاهر البطالة ، والمردود الاقتصادي الضعيف ، فيا ترى ماهي أسباب ودوافع تفشي هذه الظاهرة الخطيرة؟؟؟

فإذا ما حاولنا تشخيص هذه الظاهرة ودوافعها سنجدها ناتجة عن الدوافع التالية:

1) إنتشار ظواهر الفقر والحرمان والحاجة والبطالة وغياب العدالة والتكافل الإجتماعي بين المجتمعات والجهات المسؤولة.
2) تفكك الأسر والعائلات بسبب المشاكل الإقتصادية والإجتماعية إضافة الى الخلاف بين الأزواج الذي يؤدي في معظم الأحيان الى الطلاق.
3) ومن ضمن المشاكل الإجتماعية الأخرى , الأمية , الإصابة بمرض أو عاهة مستديمة أو وفاة الآباء.........

وتتعدد مظاهر التسول في الوقت المعاصر الى عدة أشكال منها :

1- التسول الظاهر:
وهو الواضح الصريح المعلن وفيه يمد المتسول يده مستجديا الناس أمام الجميع في الطرقات ومجامع الناس.

2- التسول المبطن (المقنع):
وهو المستتر وراء أشياء أخرى مثل بيع السلع التافهة أو خدمات أخرى مثل مسح زجاج السيارة أو أية خدمات أخرى.

3- التسول الموسمي:
وهذا النوع من التسول يمارس فقط في المواسم والمناسبات الخاصة والعامة مثل الأعياد أو الحج أو رمضان أو المواسم السياحية.

4 - التسول العارض:
وهو تسول وقتي لظرف طاريء,كما في حالات الطرد الأسرة أو فقدان النقود في السفر.

5- التسول الإجباري:
ويتمثل هذا في إجبار الأطفال أو النساء على التسول من قبل وليهم لأي سببب من الأسباب.

6- التسول الإختياري:
وهذا النوع من التسول يسمى أحيانا التسول الإحترافي حيث يصبح التسول هدفه الكسب والتكثر.

7- تسول غير القادر:
وهو تسول العاجز أو المريض عقليا أو المتخلف عقليا أو لأي سبب يكون مانعا للمتسول من الكسب المشروع.

ومن الآثار المترتبة عن هذه الظاهرة الخطيرة:

1-إستمرار ظاهرة البطالة في المجتمع بسبب إحتراف عدد من أفراده لهذه الظاهرة التي تدعوا للكسل والبطالة,ولا يخفى الأثر الخطير لتفشي البطالة في المجتمع, على المدى البعيد القريب, على الفرد ذاته وعلى المجتمع بكامله, وتعطل إنتاجية المجتمع وضعفه إقتصاديا.

2- التسول مظهر غير حضاري يكشف عن خلل في المجتمع, إما فقر أو سوء توزيع أو عدم عناية المؤسسات العامة ذات النفع العام والجمعيات الخيرية بأفرادها.

3- تفشي الجريمة لأن المتسول يحصل على المال بغير وجه حق وبدون مشقة , وهذا مدعاة لصرف هذه المبالغ في الشهوات ....

4- عدم وصول الزكوات والصدقات الى مستحقيها من الفقراء و الأيتام و الأرامل, ذلك أن المتسول يأخذ حق المستحق دون وجه حق مما يمنع وصولها الى مستحقيها وهو الفقير الذي لا يسأل الناس إلحافا.

بعد كل هذا أليس من الواجب على الواحد منا إذا أراد التصدق أن يتبين ويتحرى من يعطي لنفع الصدقة في يد مستحقيها ولقد بين ديننا الحنيف ذلك في عدة مواضع إليك بعض الأدلة والبراهين:

نبدؤها بكلام الله عز وجل حول الفقير الحقيقي :
يقول الله تعالى بعد بسم الله الرحمن الرحيم :

لِلْفُقَرَاء الَّذِينَ أُحصِرُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ لاَ يَسْتَطِيعُونَ ضَرْبًا فِي الأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاء مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُم بِسِيمَاهُمْ لاَ يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا وَمَا تُنفِقُواْ مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللّهَ بِهِ عَلِيمٌ {273} البقرة .

آية استحقاقات الزكاة :

ِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاء وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ {60} التوبة .

الفقراء : هم الذين لا يجدون قوت يومهم .

المساكين : أشخاص يعملون لكن دخلهم لا يكفيهم .العاملين عليها : هم جامعوا أموال الزكاة و قد انتهى دورهم في أيامنا هذه .
المؤلفة قلوبهم : هم غير المسلمين الذين تدفع لهم الزكاة لترغيبهم بالإسلام و قد انتهى دورهم في أيامنا هذه .

في الرقاب : إعتاق رقبة العبيد و الإماء و قد انتهى دورهم في أيامنا هذه .

الغارمين : الذين عليهم ديون .

في سبيل الله : تجهيز الجيوش .

ابن السبيل : زائر للمدينة فقد ماله .

و في الحث على العمل آيات كثيرات منها :

و قل اعملوا فسيرى الله عملكم و رسوله و المؤمنون .

أما الأحاديث الشريفة فلعلها كثيرة سأذكر بعضاً منها :

يقول عليه الصلاة و السلام :

"" من سأل الناس أموالهم تكثرا ( لتكثير أمواله ) فإنما يسأل جمر جهنم، فليستقلّ منه أو ليستكثر " السيوطي .

"" لا يزال الرجل يَسْأَلُ النَّاسَ حَتَّى يَأْتِيَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَيْسَ فِي وَجْهِهِ مُزْعَةُ لَحْم "" .

"" خير الصدقة ما أبقت غنى، واليد العليا خير من اليد السفلى، وابدأ بمن تعول "" السيوطي .

"" لأن يأخذ أحدكم حبله ثم يأتي الجبل فيأتي بحزمة من حطب على ظهره فيبيعها فيكف اللَّه بها وجهه خير له من أن يسأل الناس، أعطوه أو منعوه "" البخاري .

و في الحث على العمل حديث شريف لطيف ..

حيث لقي سيدنا سعد بن معاذ رسول الله صلى الله عليه و سلم و كان سيدنا سعد ذو يدين جافتين قاسيتين متشققتين من العمل فخجل أن يصافح رسول الله ..
فبادره رسول الله صلى الله عليه و سلم : مد يدك يا سعد .. فمد سيدنا سعد يده على استحياء ..
فسحبها رسول الله و قبلها بفمه الشريف و قال : يا سعد إن هذه اليد يحبها الله و رسوله .. إن هذه اليد لا تمسها النار يوم القيامة .

و في حديث آخر يقول عليه الصلاة و السلام :

من بات كالاً من عمل يده بات مغفوراً له ذنبه ..

و يقول الشاعر حينما سألته ابنته عن قساوة يديه ..

بنيتي ، لا تستنكري كد يدي *** ليس مـن كــد لعـز بذليـــل .
إنمـا الذلة ان يمشـي الفتـى *** ساحب الذيل إلى وجه البخيل .

نستخلص مما سبق أن الإسلام حث على العمل و شجع عليه كما نبذ التسول و استعطاف الناس ، بالمقابل شجع على الصدقة الزكاة لأصحابها الحقيقيين و ليس لمن يطرق الأبواب يقول عليه الصلاة و السلام :

"" ليس المسكين بالطواف ولا بالذي ترده التمرة ولا التمرتان ولا اللقمة ولا اللقمتان ولكن المسكين المتعفف الذي لا يسأل الناس شيئا ولا يفطن له فيتصدق عليه .. ""

Blogger template 'BubbleFish' by Ourblogtemplates.com 2008