...ظــاهرة التســــــــول






السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
باتت ظاهرة التسول تغزو مجتمعاتنا العربية عامة بأشكال وأساليب مختلفة ، فهي ظاهرة قديمة جداً ، حيث كانت تمارس من بعض الشرائح والفئات الاجتماعية المعدومة اقتصادياً ، أو من بعض الفئات التي تعاني أمراض معينة مزمنة ، أو من ذوي الحاجات الخاصة ، ولم ترقَ لمستوي ظاهرة عامة ، بل كانت تعبر عن حالات فردية تنتشر هنا وهناك .
لكنها في الآونة الأخيرة بدأت تتحول لمهنة ، وتتخذ شكل الظاهرة وبدأ المتسول يبتكر العديد من الأساليب والطرق في عملية التسول ، كما إنها أصبحت تضم جميع الفئات والشرائح العمرية والسنية ومن الجنسين . لوحظ انتشارها بين النساء من من تتراوح أعمارهن ما بين 14- 45 سنة في بعض المجتمعات العربية ، وخاصة في البلدان التي تعاني من مظاهر البطالة ، والمردود الاقتصادي الضعيف ، فيا ترى ماهي أسباب ودوافع تفشي هذه الظاهرة الخطيرة؟؟؟
فإذا ما حاولنا تشخيص هذه الظاهرة ودوافعها سنجدها ناتجة عن الدوافع التالية:
1) إنتشار ظواهر الفقر والحرمان والحاجة والبطالة وغياب العدالة والتكافل الإجتماعي بين المجتمعات والجهات المسؤولة.
2) تفكك الأسر والعائلات بسبب المشاكل الإقتصادية والإجتماعية إضافة الى الخلاف بين الأزواج الذي يؤدي في معظم الأحيان الى الطلاق.
3) ومن ضمن المشاكل الإجتماعية الأخرى , الأمية , الإصابة بمرض أو عاهة مستديمة أو وفاة الآباء.........
وتتعدد مظاهر التسول في الوقت المعاصر الى عدة أشكال منها :
1- التسول الظاهر:
وهو الواضح الصريح المعلن وفيه يمد المتسول يده مستجديا الناس أمام الجميع في الطرقات ومجامع الناس.
2- التسول المبطن (المقنع):
وهو المستتر وراء أشياء أخرى مثل بيع السلع التافهة أو خدمات أخرى مثل مسح زجاج السيارة أو أية خدمات أخرى.
3- التسول الموسمي:
وهذا النوع من التسول يمارس فقط في المواسم والمناسبات الخاصة والعامة مثل الأعياد أو الحج أو رمضان أو المواسم السياحية.
4 - التسول العارض:
وهو تسول وقتي لظرف طاريء,كما في حالات الطرد الأسرة أو فقدان النقود في السفر.
5- التسول الإجباري:
ويتمثل هذا في إجبار الأطفال أو النساء على التسول من قبل وليهم لأي سببب من الأسباب.
6- التسول الإختياري:
وهذا النوع من التسول يسمى أحيانا التسول الإحترافي حيث يصبح التسول هدفه الكسب والتكثر.
7- تسول غير القادر:
وهو تسول العاجز أو المريض عقليا أو المتخلف عقليا أو لأي سبب يكون مانعا للمتسول من الكسب المشروع.
ومن الآثار المترتبة عن هذه الظاهرة الخطيرة:
1-إستمرار ظاهرة البطالة في المجتمع بسبب إحتراف عدد من أفراده لهذه الظاهرة التي تدعوا للكسل والبطالة,ولا يخفى الأثر الخطير لتفشي البطالة في المجتمع, على المدى البعيد القريب, على الفرد ذاته وعلى المجتمع بكامله, وتعطل إنتاجية المجتمع وضعفه إقتصاديا.
2- التسول مظهر غير حضاري يكشف عن خلل في المجتمع, إما فقر أو سوء توزيع أو عدم عناية المؤسسات العامة ذات النفع العام والجمعيات الخيرية بأفرادها.
3- تفشي الجريمة لأن المتسول يحصل على المال بغير وجه حق وبدون مشقة , وهذا مدعاة لصرف هذه المبالغ في الشهوات ....
4- عدم وصول الزكوات والصدقات الى مستحقيها من الفقراء و الأيتام و الأرامل, ذلك أن المتسول يأخذ حق المستحق دون وجه حق مما يمنع وصولها الى مستحقيها وهو الفقير الذي لا يسأل الناس إلحافا.
بعد كل هذا أليس من الواجب على الواحد منا إذا أراد التصدق أن يتبين ويتحرى من يعطي لنفع الصدقة في يد مستحقيها ولقد بين ديننا الحنيف ذلك في عدة مواضع إليك بعض الأدلة والبراهين:
نبدؤها بكلام الله عز وجل حول الفقير الحقيقي :
يقول الله تعالى بعد بسم الله الرحمن الرحيم :
لِلْفُقَرَاء الَّذِينَ أُحصِرُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ لاَ يَسْتَطِيعُونَ ضَرْبًا فِي الأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاء مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُم بِسِيمَاهُمْ لاَ يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا وَمَا تُنفِقُواْ مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللّهَ بِهِ عَلِيمٌ {273} البقرة .
آية استحقاقات الزكاة :
ِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاء وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ {60} التوبة .
الفقراء : هم الذين لا يجدون قوت يومهم .
المساكين : أشخاص يعملون لكن دخلهم لا يكفيهم .العاملين عليها : هم جامعوا أموال الزكاة و قد انتهى دورهم في أيامنا هذه .
المؤلفة قلوبهم : هم غير المسلمين الذين تدفع لهم الزكاة لترغيبهم بالإسلام و قد انتهى دورهم في أيامنا هذه .
في الرقاب : إعتاق رقبة العبيد و الإماء و قد انتهى دورهم في أيامنا هذه .
الغارمين : الذين عليهم ديون .
في سبيل الله : تجهيز الجيوش .
ابن السبيل : زائر للمدينة فقد ماله .
و في الحث على العمل آيات كثيرات منها :
و قل اعملوا فسيرى الله عملكم و رسوله و المؤمنون .
أما الأحاديث الشريفة فلعلها كثيرة سأذكر بعضاً منها :
يقول عليه الصلاة و السلام :
"" من سأل الناس أموالهم تكثرا ( لتكثير أمواله ) فإنما يسأل جمر جهنم، فليستقلّ منه أو ليستكثر " السيوطي .
"" لا يزال الرجل يَسْأَلُ النَّاسَ حَتَّى يَأْتِيَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَيْسَ فِي وَجْهِهِ مُزْعَةُ لَحْم "" .
"" خير الصدقة ما أبقت غنى، واليد العليا خير من اليد السفلى، وابدأ بمن تعول "" السيوطي .
"" لأن يأخذ أحدكم حبله ثم يأتي الجبل فيأتي بحزمة من حطب على ظهره فيبيعها فيكف اللَّه بها وجهه خير له من أن يسأل الناس، أعطوه أو منعوه "" البخاري .
و في الحث على العمل حديث شريف لطيف ..
حيث لقي سيدنا سعد بن معاذ رسول الله صلى الله عليه و سلم و كان سيدنا سعد ذو يدين جافتين قاسيتين متشققتين من العمل فخجل أن يصافح رسول الله ..
فبادره رسول الله صلى الله عليه و سلم : مد يدك يا سعد .. فمد سيدنا سعد يده على استحياء ..
فسحبها رسول الله و قبلها بفمه الشريف و قال : يا سعد إن هذه اليد يحبها الله و رسوله .. إن هذه اليد لا تمسها النار يوم القيامة .
و في حديث آخر يقول عليه الصلاة و السلام :
من بات كالاً من عمل يده بات مغفوراً له ذنبه ..
و يقول الشاعر حينما سألته ابنته عن قساوة يديه ..
بنيتي ، لا تستنكري كد يدي *** ليس مـن كــد لعـز بذليـــل .
إنمـا الذلة ان يمشـي الفتـى *** ساحب الذيل إلى وجه البخيل .
نستخلص مما سبق أن الإسلام حث على العمل و شجع عليه كما نبذ التسول و استعطاف الناس ، بالمقابل شجع على الصدقة الزكاة لأصحابها الحقيقيين و ليس لمن يطرق الأبواب يقول عليه الصلاة و السلام :
"" ليس المسكين بالطواف ولا بالذي ترده التمرة ولا التمرتان ولا اللقمة ولا اللقمتان ولكن المسكين المتعفف الذي لا يسأل الناس شيئا ولا يفطن له فيتصدق عليه .. ""
يقول الله تعالى بعد بسم الله الرحمن الرحيم :
لِلْفُقَرَاء الَّذِينَ أُحصِرُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ لاَ يَسْتَطِيعُونَ ضَرْبًا فِي الأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاء مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُم بِسِيمَاهُمْ لاَ يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا وَمَا تُنفِقُواْ مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللّهَ بِهِ عَلِيمٌ {273} البقرة .
آية استحقاقات الزكاة :
ِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاء وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ {60} التوبة .
الفقراء : هم الذين لا يجدون قوت يومهم .
المساكين : أشخاص يعملون لكن دخلهم لا يكفيهم .العاملين عليها : هم جامعوا أموال الزكاة و قد انتهى دورهم في أيامنا هذه .
المؤلفة قلوبهم : هم غير المسلمين الذين تدفع لهم الزكاة لترغيبهم بالإسلام و قد انتهى دورهم في أيامنا هذه .
في الرقاب : إعتاق رقبة العبيد و الإماء و قد انتهى دورهم في أيامنا هذه .
الغارمين : الذين عليهم ديون .
في سبيل الله : تجهيز الجيوش .
ابن السبيل : زائر للمدينة فقد ماله .
و في الحث على العمل آيات كثيرات منها :
و قل اعملوا فسيرى الله عملكم و رسوله و المؤمنون .
أما الأحاديث الشريفة فلعلها كثيرة سأذكر بعضاً منها :
يقول عليه الصلاة و السلام :
"" من سأل الناس أموالهم تكثرا ( لتكثير أمواله ) فإنما يسأل جمر جهنم، فليستقلّ منه أو ليستكثر " السيوطي .
"" لا يزال الرجل يَسْأَلُ النَّاسَ حَتَّى يَأْتِيَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَيْسَ فِي وَجْهِهِ مُزْعَةُ لَحْم "" .
"" خير الصدقة ما أبقت غنى، واليد العليا خير من اليد السفلى، وابدأ بمن تعول "" السيوطي .
"" لأن يأخذ أحدكم حبله ثم يأتي الجبل فيأتي بحزمة من حطب على ظهره فيبيعها فيكف اللَّه بها وجهه خير له من أن يسأل الناس، أعطوه أو منعوه "" البخاري .
و في الحث على العمل حديث شريف لطيف ..
حيث لقي سيدنا سعد بن معاذ رسول الله صلى الله عليه و سلم و كان سيدنا سعد ذو يدين جافتين قاسيتين متشققتين من العمل فخجل أن يصافح رسول الله ..
فبادره رسول الله صلى الله عليه و سلم : مد يدك يا سعد .. فمد سيدنا سعد يده على استحياء ..
فسحبها رسول الله و قبلها بفمه الشريف و قال : يا سعد إن هذه اليد يحبها الله و رسوله .. إن هذه اليد لا تمسها النار يوم القيامة .
و في حديث آخر يقول عليه الصلاة و السلام :
من بات كالاً من عمل يده بات مغفوراً له ذنبه ..
و يقول الشاعر حينما سألته ابنته عن قساوة يديه ..
بنيتي ، لا تستنكري كد يدي *** ليس مـن كــد لعـز بذليـــل .
إنمـا الذلة ان يمشـي الفتـى *** ساحب الذيل إلى وجه البخيل .
نستخلص مما سبق أن الإسلام حث على العمل و شجع عليه كما نبذ التسول و استعطاف الناس ، بالمقابل شجع على الصدقة الزكاة لأصحابها الحقيقيين و ليس لمن يطرق الأبواب يقول عليه الصلاة و السلام :
"" ليس المسكين بالطواف ولا بالذي ترده التمرة ولا التمرتان ولا اللقمة ولا اللقمتان ولكن المسكين المتعفف الذي لا يسأل الناس شيئا ولا يفطن له فيتصدق عليه .. ""
0 التعليقات:
إرسال تعليق