الخميس، 9 أبريل 2009

اعرف عدوك !




باسم الله الرحمن الرحيم ، و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، أما بعد :


اعرف عدوك !

هل لك أعداء ؟ من هم يا ترى ؟ و لماذا هم أعداؤك ؟
قيل أن الأعداء أربعة :دنيا، نفس أمارة بالسوء، شيطان، هوى متبع.
هل سبق و سمعت بهم؟
فاعلم إذا أن لك أربعة من الأعداء تحتاج إلى أن تجاهد كل واحد منهم :
الأول: الدنيا؛ قال تعالى: فلا تغرنكم الحياة الدنيا ،
قال شعيب بن حرب: ‘‘من أراد الدنيا فليتهيأ للذل’’ !!. تتحقق من ذلك إن شئت .
والثاني:نفسك الأمارة بالسوء، قال تعالى:وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء، وقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " اللهم عالم الغيب و الشهادة فاطر السماوات و الأرض ، رب كل شيء ومليكه أشهد أن لا إله إلا أنت أعوذ بك من شر نفسي و شر الشيطان و شركه " .
وكان يدعو أيضا : ‘‘دعوات المكروب: اللهم رحمتك أرجو، فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين، وأصلح لي شأني كله، لا إله إلا أنت’’.
طرفة عين!!! ...أجل إنها نفسك! تلك التي تدللها دائما و تحرص على أن تلبي لها جميع شهواتها؛ إنها نفسك الأمارة بالسوء .
والثالث: الشيطان لذلك قال الله تعالى:( إن الشيطان لكم عدوا فاتخذوه عدوا) وشيطان الإنس، فهو أشد عليك من شيطان الجن، لأن شيطان الجن يكون إغواؤه بالوسوسة فقط، وأما شيطان الإنس فبالمعاينة و المواجهة والإعانة.
قصـــة :
يروى أن رجلاً جاء إلى أبي حنيفة فشكا له أنه دفن مالاً في موضع ولا يذكر الموضع فقال أبو حنيفة ليس هذا فقهاً فاحتال لك فيه ولكن اذهب فصل الليلة إلى الغداة فإنك ستذكره إن شاء الله تعالى ففعل الرجل ذلك فلم يمض إلا أقل من ربع الليل حتى ذكر الموضع فجاء إلى أبي حنيفة فأخبره فقال قد علمت أن الشيطان لا يدعك تصلي حتى تذكر فهلا أتممت ليلتك شكر الله عز وجل .
والرابع: هوى متبع؛ لذا قال الله تعالى : وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (50)
وقال الرسول عليه الصلاة و السلام: ‘‘ ثلاث منجيات : خشية الله تعالى في السر و العلانية و العدل في الرضا و الغضب و القصد في الفقر و الغنى و ثلاث مهلكات : هوى متبع و شح مطاع و إعجاب المرء بنفسه ’’.
قال ابن الجوزي
:‘‘لما عرف الصالحون قدر الحياة أماتوا فيها الهوى فعاشوا، انتهبوا بأكف الجد ما قد نثرته أيدي البطالين، ثم تخيلوا القيامة فاحتقروا الأعمال فماتت قلوبهم بالمخافة، فاشتاقت إليهم الجوامد، فالجذع يحن إلى الرسول، والجنة تشتاق إلى "علي"’’.
انتبه! فقد صرت الآن تعرف أعداءك !... فما أنت فاعل معهم ؟؟؟

0 التعليقات:

Blogger template 'BubbleFish' by Ourblogtemplates.com 2008