التطور التكنولوجي وإنتشار الفساد الإجتماعي

باسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تسعى جميع دول العالم (المتقدم منها والنامي( الى تطوير مظاهر العيش لمواطنيها, كي تضمن لهم معيشة سهلة ومريحة على ماكان عليه أجدادنا وأسلافنا سابقا, وهذا ما جعلها تواكب التطور التكنولوجي الحادث , غير أن هذا الأخير تحول الى شبح يهدد حياة أفرادها من جميع النواحي , على الرغم من إيجابياته الكثيرة , إلا أن سلبياته طغت على كل شيء, خاصة بالنسبة للعالم الإسلامي .
إن ما تذهل له العقول هو الفرق الشاسع بين استغلالنا نحن كمسلمين للتكنولوجيا, واستغلال الغرب لها, حيث يسعى الغرب إلى تحديث وتطوير كل ما هو موجود, ونسعى نحن للغوص في الاستمتاع بما هو موجود, وحبذا لو كان هذا الإستمتاع يدر من ورائه فائدة بل على العكس فهو يجر كلما فيه فساد و ضرر .......
إن استغلالنا السيئ لهاته التكنولوجيا أوقع علينا آثار وخيمة في مختلف مجلات الحياة, وأخص بالذكر العلاقات الأسرية التي تعتبر عنصر مهم في إستقرار الأسرة والمجتمع ككل .
ولكي تتضح الصورة أكثر إليكم بعض الأمثلة:
التلفــــــــــــــاز:
إنتشر هذا الجهاز في مجتمعاتنا بكل سهولة ويسر, حيث لا يوجد بيت يخلو منه , بل على العكس أصبحت معظم الأسر تقتني أكثر من جهاز في بيوتها, إضافة الى القنوات الفضائية المتعددة والمختلفة وما تعرضه من أفلام ومسلسلات وأفلام كرتون وغيرها من البرامج التي تبعث سموم خفية يغفل عنها كبيرنا قبل صغيرنا, وهنا يكمن الخطر فتلك السموم تهدد عقيدتنا وأخلاقنا وتؤثر حتى في تربية أبنائنا, حيث نلاحظ ذلك في تأثر أبنائنا بما يعرضه هذا الجهاز وتقليد كلما يشاهدونه من سلوكيات ومظاهر, حتى أصبح البعض يجعل الكثير من الفنانين قدوة له , إضافة الى إنشغالهم به عن عباداتهم و دراستهم و غيرها من الواجبات.....
الألعـــــــــاب:
تعددت وتنوعت الألعاب في عصرنا الحالي, فمنها الإلكترونية ومنها النارية , وألعاب الفيديو...., غير أن على الرغم من إختلاف أنواعها إلا أنها تتفق في شيء ما ألا وهو العنف فنجد هاته الأخيرة تحتوي على كم هائل منه لإحتوائها على معارك يندرج فيها عامل القتل مما يبث في الأطفال هاته الخصلة الذميمة , إضافة الى ذلك إحتوائها على صور دنيئة مخالفة لديننا الحنيف, تنزع الحياء والحشمة من أطفالنا,كما لا أنسى الجانب المادي , حيث نجد أثمان بعض أنواع هذه الألعاب باهضة للغاية مما يعجز الآباء عن توفيرها......
الهـــاتف النقـــــال:
على الرغم من إيجابياته الكثيرة , إلا أن وجود هذا الجهاز عند الأطفال والمراهقين , أو حتى بعض الشباب الطائش يشكل خطورة كبيرة يجهلها الكثير من الآباء, حيث أصبح معظم الشباب يتنافس في إقتناء أحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا في هذا المجال, وللهواتف النقالة أنواع عديدة منها الذي يتوفر على الكاميرا وآخر يحتوي على تقنية البلوتوث ومنها الذي يشمل هذا وذاك..... الخ , وفي ظل هذا التطور الكبير نجد شبابنا منغمس في كلما هو ضار وفاسد ومنافي لديننا الحنيف, ومثال على ذلك ملاحقة الفتيات من أجل التسلية واللهو, كإلتقاط صور لبعض الفتيات ونشرها فيما بينهم , أو نشر مقاطع فيديو خليعة بواسطة تقنية البلوتوث وغيرها من السلوكيات الدنيئة.....
الإنترنــــت:
إنتشر الإنترنت بصورة كبيرة , حيث أصبح عند العام والخاص, غير أن تواجده في معظم الأسر يمثل خطرا كبيرا عليها, خاصة إذا كان إستعماله عشوائي , من دون رقابة أو توجيه , ونجد أكثر فئة مرتبطة بالإنترنت هي فئة الشباب والمراهقين الذين يمثلون البنية الأساسية للمجتمع ككل, بالاضافة الى تجاوبهم الكبير بكل ما هو موجود في الانترنت, سواءا كان صالح أو طالح ( مواقع إباحية , ماسنجر , ....) مما ينعكس سلبيا على معتقداتهم الدينية وقيمهم الأخلاقية فيؤدي بهم الى الإنحراف .
وفي الأخيرا لا يسعني الا أن أقول أن الانفتاح الكبير الذي شهده العالم اليوم يجعلنا نكثف التحصين على أبنائنا وشبابنا , فهم أجيال المستقبل الذين سنعتمدوا عليهم في إدارة شؤون المجتمع, بإعتبارنا نحن الراعي وجب علينا ذلك
حيث قال صلى الله عليه وسلم: ( كلكم راع وكل راع مسؤول عن رعيته)
ويتمثل هذا التحصين في تربية النشئ تربية إسلامية صالحة باتباع أساليب مستمدة من القرآن الكريم والسنة النبوية, كالتحلي بالأخلاق الحميدة ( الصدق , التواضع, الحياء , الرحمة, التعاون.......) , غرس محبة الله ورسوله في قلوبهم , إضافة الى الجانب الإجتماعي كتدريب الأطفال على تحمل المسؤولية .........., ومن الناحية النفسية إشباع الطفل عاطفيا حتى لا يبحث عنه في الخارج...... والى غير ذلك من الأساليب المتعددة التي أصبحت اليوم لا تخفى على أحد منا , إنما ينقصنا الحرص والمتابعة المستمرة لأبنائنا, بمعنى تحمل المسؤولية كاملة وعدم تخلي الوالدين على تأدية أدوارهم على أكمل وجه.
0 التعليقات:
إرسال تعليق