الأحد، 19 أبريل 2009

التوبــــــــــــــــــــة





باسم الله الرحمن الرحيم


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


الأفضل لك أن تراجع حساباتك قبل موعد الرحيل حتى لا تفاجأ بأنه لا رصيد لديك و أنت في غربة و الكل مشغول بنفسه .

راجع حساباتك، و عد إلى الله ، و تب إليه، ما دام هناك بقية في عمرك .

إن كنت عاصيا، مقصرا تجاه ربك، فأسرع بالعودة، فالله في شوق كبير إليك!!


قال الله تعالى : وَاسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ (90)

و قال تعالى أيضا: إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين

ربنا رحيم ودود يتحبب إلينا و نحن العصاة !!


قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : : " لله أشد فرحاً بتوبة عبده حين يتوب إليه من أحدكم كان على راحلته بأرضٍ فلاةٍ، فانفلتت منه وعليها طعامه وشرابه فأيس منها، فأتى شجرةً فاضطجع في ظلها، وقد أيس من راحلته، فبينما هو كذلك إذ هو بها قائمةً عنده، فأخذ بخطامها ثم قال من شدة الفرح: اللهم أنت عبدي وأنا ربك، أخطأ من شدة الفرح".

تصور معي لو أنك كنت أبا أو أما، و لديك أبناء، منهم الصحيح و منهم المريض، و منهم الغائب عنك، و منهم من لا يفارقك، قل لي، قلبك سيكون مع أي منهم ؟ ، و شوقك سيكون إلى أي منهم، سيكون طبعا للمريض و للغائب، كذلك حال الله مع العاصي الغائب المريض !. و لله المثل الأعلى .


وعن أبي موسى عبد الله بن قيسٍ الأشعري رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إن الله تعالى يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها " . رواه مسلم.


ويقول عليه الصلاة والسلام : قال الله تعالى : يا ابن آدم ! إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان فيك ولا أبالي يا ابن آدم ! لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك ولا أبالي يا ابن آدم ! إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة .


و قال صلى الله عليه وسلم: " إن الله ليعجب إلى العبد إذا قال : لا إله إلا أنت إني قد ظلمت نفسي فاغفر لي ذنوبي إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت قال : عبدي عرف أن له ربا يغفر ويعاقب " .

هو الله ما أحلمه! ، و ما أرحمه!


عن عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن العبد إذا اعترف ثم تاب تـاب الله عليه " .


قال عون بن عبد الله : « داووا الذنوب بالتوبة ولرب تائب دعته توبته إلى الجنة حتى أوفدته عليها » .


قال الشعبي : " التائب من الذنب كمن لا ذنب له ، ثم تلا : إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين " .


دعانا الله للتوبة في آيات كثيرة من كتابه الكريم؛ فقال تعالى :

فَمَنْ تَابَ مِنْ بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ اللَّهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (39) أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (40)


و قال : وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَنْ لَا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (118) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ (119)


و قال : فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا (59) إِلَّا مَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ شَيْئًا (60) جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدَ الرَّحْمَنُ عِبَادَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّهُ كَانَ وَعْدُهُ مَأْتِيًّا (61) لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا إِلَّا سَلَامًا وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيهَا بُكْرَةً وَعَشِيًّا (62) تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَنْ كَانَ تَقِيًّا (63) وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ لَهُ مَا بَيْنَ أَيْدِينَا وَمَا خَلْفَنَا وَمَا بَيْنَ ذَلِكَ وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا (64)


و قال : وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى (82)


وقال أيضا: وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ آثاما(68) يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا(69) إِلَّا مَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (70) وَمَنْ تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَابًا (71)


و قال كذلك : فَأَمَّا مَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَعَسَى أَنْ يَكُونَ مِنَ الْمُفْلِحِينَ (67)

وقوله تعالى: (وَمَن يَعمَل سُوءًا أَو يَظلِم نَفسَهُ ثُمَّ يَستغفِرِ اللهَ يَجِدِ اللهَ غَفُوراً رَّحِيماً). سورة النساء: آية 110


وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: والله إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرةً رواه البخاري.

رسول الله صلى الله عليه و سلم يستغفر! ، لم يبق لأي منا حجة !


كان الحسن يقول : « أكثروا من الاستغفار في بيوتكم، وعلى موائدكم ، وفي طرقكم، وفي أسواقكم، وفي مجالسكم، أينما كنتم فإنكم ما تدرون متى تنزل المغفرة ».


حاول أن تجتنب المعاصي قدر الإمكان؛ كان علي رضي الله عنه يقول: « جزاء المعصية الوهن في العبادة، والضيق في المعيشة، والتعسر في اللذة »، قيل : وما التعسر في اللذة ؟ قال : « لا ينال شهوة حلالا إلا جاءه ما ينغصه إياها » .


فمن مصلحتك إذا أن تجتنب المعاصي!، لا تحقر أي معصية ارتكبتها مهما كانت،

عن كعب، قال :" إن العبد ليذنب الذنب الصغير فيحقره، ولا يندم عليه، ولا يستغفر منه، فيعظم عند الله حتى يكون مثل الطود، ويعمل الذنب العظيم فيندم عليه، ويستغفر منه فيصغر عند الله، حتى يغفر له" .

فكر في ذنوبك، ولا تنظر إلى صغر الذنب بل انظر إلى من عصيت، إذا عصيت الله فقد عصيته، سواء أكان الذنب حقيرا أم عظيما ! .


عن الأوزاعي، قال: سمعت بلال بن سعد يقول:" لا تنظر إلى صغر الخطيئة، ولكن انظر إلى من عصيت؟ " .

وعن عون بن عبد الله بن عتبة ، قال : " اهتمام العبد بذنبه داع إلى تركه، وندمه عليه مفتاح لتوبته، ولا يزال العبد يهتم بالذنب يصيبه، حتى يكون أنفع له من بعض حسناته".


يروى عن أبي خليفة، أن الحسن، كان مختفيا في داره، فانتبه أبو خليفة ذات ليلة والحسن يبكي : فقال له : ما أبكاك ؟ قال ذنب لي ذكرته فبكيت .

يبكي! ، و كما قال عون بن عبد الله : « قلب المرء التائب بمنزلة الزجاجة يؤثر فيها جميع ما أصابها فالموعظة إلى قلوبهم سريعة وهم إلى الرقة أقرب » .


وقال أيضا : « جالسوا التوابين فإن رحمة الله إلى النادم أقرب » .


في الحقيقة كثير من الصالحين ينظرون إلى العصاة نظرة احتقار، و يحكمون على العصاة بأنهم من أصحاب النار؛ ولقد تعرفت في حياتي على عصاة يملكون صفات لا يملكها هؤلاء الصالحون!.

قد يكون في هؤلاء الذين ظهرت معاصيهم، و أقول ظهرت معاصيهم ؛ لأننا كلنا نعصى الله، غير أنا نعصاه سرا، أو أن الله سترنا فلم يظهر معاصينا لغيرنا!.

أقول قد يكون فيهم شيء من الشر البادي لنا طبعا!، و لكن فيهم من الخير ما لا نحب نحن أن نراه، أو نتغاضى عنه .

أحيانا تأتي إلى عاص بدت معصيته، فتكلمه عن الله، و تذكره به، تجده يكاد يموت حياء من ربه!، تلحظ الندم و الحزن في عينيه!، و قد يسعى ليظهر لك أنه لا جدوى من كلامك، أو أن كلامك هذا مجرد لغو!... فإذا ما سكت، تراه كأنه يريد أن يقول لك أرجوك لا تتوقف ! .

أما إن جئت لتذكر بعض من ظهر صلاحهم ، بالله، والذكرى تنفع المؤمنين على كل حال، تلحظ من خلال أعينهم أنهم يقولون لك، نحن أعلم منك، و قل هذا لغيرنا بل و ينافسونك في الوعظ و الإرشاد، و ذكر الأحاديث و الآيات و القصص و الحكم ...!

لا أدري لماذا لا ينظر إلى العصاة كما ينظر إلى المرضى بشفقة و حب و عناية، لما ينظر إليهم باستحقار، ونفور، من يراهم يسبهم و يلعنهم، أو يطردهم، ومن يتعامل معهم يسفه!، و يلحقه مما لحق هؤلاء !


و قد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم رحيما بالعصاة مشفقا عليهم، يحسن الظن بهم كثيرا؛ عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن رجلا اسمه عبد الله يلقب حمارا كان يضحك النبي صلى الله عليه وسلم وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد جلده في الشراب فأتي به يوما فأمر به فجلد فقال رجل من القوم : اللهم العنه ما أكثر ما يؤتى به فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " لا تلعنوه فو الله ما علمت أنه يحب الله ورسوله " .


قد ننظر في مجتمعنا إلى شاربي الخمر، أو إلى الزناة ، أو إلى القتلة، أو إلى السراق ببغض شديد، بينما لا ننظر إلى الذي يغتاب، أو يكذب، أو إلى النمام ...بالنظرة ذاتها!.

أليست تلك معاص أيضا؟!، ستقول لكن تلك المعاصي أشد، هذا صحيح، ولكن لا يدعونا هذا إلى أن نحتقرهم هكذا، لماذا لا نأخذ بأيديهم، لماذا لا نحاول أن نفهمهم، لماذا نظل نتكلم عليهم بالسوء، وأحيانا نخترع قصصا عنهم!، ألا ينبغي لنا أن نكف أفواهنا حين لم نفعل لهم شيئا !، و ندعهم و ربهم ! .


ذكر الأصمعي قال: لما حضرت الحجاج الوفاة أنشأ يقول:

يا رب قد حلف الأعداء واجتهدوا ... بأنني رجل من ساكني النار

أيحلفون عن عمــــياء ويحهم ... ما علمهم بعظيم العفو غفار

قال: فأخبر بذلك الحسن، فقال: بالله إن نجا لينجون بهما.

وزاد بعضهم في ذلك:

إن الموالي إذا شـابت عبيدهـم ... في رقهم عتقوهم عتــق أبرار

وأنت يا خالقي أولى بذا كرما قد ... شبت في الرق فأعتقني من النار .

لن تكون أبدا أكثر غيرة على الدين من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو المنزه، و أنت بطبيعة الحال أعلم بذنوبك ! .

وكما قال المطرز:

يا عبد كم لك من ذنب ومعصية... إن كنت ناسيها فالله أحصاها

ذكر أن عيسى عليه السلام: أوصى الحواريين فقال: لا تكثروا الكلام بغير ذكر الله فتقسو قلوبكم، وإن القاسي قلبه بعيد من الله ولكن لا يعلم، ولا تنظروا إلى ذنوب الناس كأنكم أرباب، ولكن انظروا في ذنوبكم كأنكم عبيد، والناس رجلان؛ مبتلى ومعافى فارحموا أهل البلاء في بليتهم، واحمدوا الله على العافية".


عن عمران بن الحصين رضي الله عنه أن امرأة من جهينة أتت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي حبلى من الزنا فقالت يا رسول الله أصبت حدا فأقمه علي فدعا نبي الله صلى الله عليه وسلم وليها فقال أحسن إليها فإذا وضعت فأتني بها ففعل فأمر بها نبي الله صلى الله عليه وسلم فشدت عليها ثيابها ثم أمر بها فرجمت ثم صلى عليها فقال له عمر تصلي عليها يا رسول الله وقد زنت قال لقد تابت توبة لو قسمت بين سبعين من أهل المدينة لوسعتهم وهل وجدت أفضل من أن جادت بنفسها لله عز وجل .


و روى الرسول صلى الله عليه وسلم عن امرأة من بني إسرائيل فقال : " بينما كلب يطيف بركية قد كاد يقتله العطش ، إذ رأته بغي من بغايا بني إسرائيل فنزعت موقها، فاستقت له به فسقته إياه ، فغفر لها به " .

وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "كان في بني إسرائيل رجل قتل تسعة وتسعين إنسانا ثم خرج يسأل فأتى راهبا فسأله فقال : أله توبة قال : لا، فقتله وجعل يسأل فقال له رجل ائت قرية كذا وكذا فأدركه الموت فناء بصدره نحوها فاختصمت فيه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب فأوحى الله إلى هذه أن تقربي وإلى هذه أن تباعدي، فقال قيسوا ما بينهما فوجد إلى هذه أقرب بشبر فغفر له " .

فغفر له !!، الأمر عند الله بسيط تاب ، فغفر له، لا داعي لنبش الماضي ،... ندم، صدق توبة، عزم على عدم العودة ، فمغفرة!! ... الأمر غاية في البساطة، سبحان الله .

و حتى إن عاد إلى المعصية فندم و... يغفر الله له، ليس مهما عند الله كم مرة عصيت و تبت، المهم عنده أنك تبت، إلا أن الخطر هنا، أنه قد تأتي مرة تعاود فيها المعصية، و لكن يسبقك الموت فتجد نفسك لم تتب! ، هنا المشكل، و هو أمر يجب أن تضعه في حسبانك دائما! .

قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " إن الشيطان قال : و عزتك يا رب لا أبرح أغوي عبادك ما دامت أرواحهم في أجسادهم فقال الرب : و عزتي و جلالي لا أزال أغفر لهم ما استغفروني " .

لا مجال الآن، لقد أقسم الله!!


في الحقيقة، الذنب ليس عيبا!، وإن العيب أن لا تتوب و تستغفر ربك؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" والذي نفسي بيده لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ولجاء بقوم يذنبون فيستغفرون الله فيغفر لهم " .

المهم فلنسارع فقط بالتوبة؛ قال الله تعالى : إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُولَئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا (17) وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآَنَ وَلَا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا (18)

المعنى العام لهذه الآية أن الله يتقبل منا التوبة ما دمنا على قيد الحياة، وليس معنى الجهالة هنا، عدم العلم، أو عدم القصد، بل أكثر من ذلك، معناها أيضا الضلالة، و هو معنى يدخل فيه من عصى الله عمدا ، أو عن غير عمد، بعلم أو بجهل .


وما أروع هذه الآية : قال تعالى : قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (53) وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ (54) وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ (55) أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ (56)

الآية تشرح نفسها!، ويكفي الشعور الرحيم الذي يتسلل إلى قلبك وأنت تقرؤها !

المهم!!، علينا أن نعمل صالحا، و نستغفر، ونتوب إلى الله، لعل الله أن يحسن خاتمتنا، لا بد أن لا نغتر أبدا مهما عملنا صالحا، و لا نيأس إن عملنا سيئا، فلا أحد منا يدري بم يختم له.

عن أنس رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: إذا أراد الله بعبد خيرا استعمله، قيل كيف يستعمله، قال يوفقه لعمل صالح قبل الموت .

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الرجل ليعمل عمل أهل الجنة فيما يبدو للناس وهو من أهل النار، وإن الرجل ليعمل عمل أهل النار فيما يبدو للناس وهو من أهل الجنة " .

عن عبد الله بن مسعود قال : حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق : " إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوما، ثم يكون في ذلك علقة مثل ذلك، ثم يكون في ذلك مضغة مثل ذلك، ثم يرسل الملك فينفخ فيه الروح، ويؤمر بأربع كلمات، بكتب رزقه وأجله وعمله وشقي أو سعيد، فوالذي لا إله غيره إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها، وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها " .

0 التعليقات:

Blogger template 'BubbleFish' by Ourblogtemplates.com 2008